ميراتوفاك (صربيا) (رويترز) - عبرت طوابير طويلة من المهاجرين معظمهم لاجئون من سوريا جنوب صربيا سيرا على الأقدام يوم الاثنين قبل أن يستقلوا قطارات وحافلات ستتجه شمالا إلى المجر المحطة الأخيرة في رحلة عصيبة إلى غرب أوروبا.
ونصبت السلطات الحكومية ووكالات الإغاثة خياما وجاهدت لتوفير الغذاء والماء لالاف الذين دخلوا عبر غرب البلقان والذين تزداد أعدادهم فيما بدأت اليونان تنقل المهاجرين بالعبارات من جزرها المستنزفة إلى البر الرئيسي.
وفي زيارة للحدود المقدونية اليونانية قال وزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس إن الوضع في البلقان "مؤسف."
وقال لراديو (أو.أر.إف) "نحتاج بشكل عاجل لتحرك منسق عبر أوروبا."
وفي صربيا قال مسؤول الصليب الأحمر أحمد حليمي إن 8000 لاجيء سجلوا بياناتهم في بلدة بريسيفو خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأمضى كثير من اللاجئين ثلاثة أيام في حالة من اليأس على حدود اليونان الشمالية بعد أن أوقفت مقدونيا دخولهم قائلة إنها لا تستطيع استيعاب المزيد. لكن كثيرا منهم تحدى الهراوات وقنابل الصوت يوم السبت لاختراق صفوف الشرطة.
وفي ظل عجزها عن الحد من تدفق اللاجئين قامت مقدونيا بتسيير قطارات وحافلات إلى الحدود لنقلهم شمالا حيث عبروا إلى صربيا سيرا على الأقدام.
ووصل آخرون يوم الاثنين بعد ان ساروا من معبر ميراتوفاك الحدودي على بعد نحو خمسة كيلومترات إلى مركز استقبال في بلدة بريسيفو بجنوب صربيا حيث تلقى كثيرون بعض المساعدة الطبية والطعام والأوراق التي توثق دخولهم عبر البلاد بشكل قانوني.
وحمل معظمهم متعلقاتهم في حقائب ظهر بينما حمل الرجال الاطفال على أكتافهم.
وقال أحمد من سوريا عند الحدود الصربية "أريد فقط العبور لأواصل رحلتي. وجهتي النهائية هي ألمانيا على ما آمل."
ولم تشهد دول غرب البلقان الفقيرة مثل هذه التحركات الضخمة من الأفراد منذ الحروب التي أدت لانهيار يوغوسلافيا خلال التسعينيات عندما هرب الكثير من البوسنيين والكروات والألبان والصرب الذين تشردوا بسبب القتال صوب الدول الثرية في أوروبا مثل ألمانيا والنمسا والسويد.
وهناك احتمال أن تزداد المشكلة سوءا فيما تسارع المجر وهي عضو بالاتحاد الاوروبي وجزء من منطقة شنجين حيث لا توجد حدود للانتهاء من بناء سياج على طول حدودها البالغ طولها 175 كيلومترا مع صربيا لمنع المهاجرين من الدخول الأمر الذي يهدد بوضعهم في عنق زجاجة.
ويكافح الاتحاد الأوروبي لوضع سياسة مشتركة وتطبيقها.
وانتقد كورتس اليونانيين الذين تشكل حدودهم جزءا من الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي لفشلهم في التعامل مع طلبات اللجوء على أراض يونانية كما تنص قواعد الاتحاد الأوروبي. ووصل 50 ألف مهاجر - وهو رقم قياسي معظمهم سوريون عبروا البحر من تركيا - إلى شواطيء اليونان.
وغرق شخصان يوم الاثنين ويعتقد أن هناك خمسة مفقودين بعدما انقلب قارب كان يحمل مهاجرين قبالة ساحل جزيرة ليسبوس حيث تقول جماعات إغاثة إن 1500 يصلون يوميا على مدى الأسبوع المنصرم.