تيانجين (الصين) (رويترز) - أدت القوة الهائلة للموجة الانفجارية الناجمة عن انفجار في مدينة تيانجين الساحلية للاطاحة بالشاب هوا هونجوي بضعة أمتار في الهواء ثم ألقته أرضا.
ويتذكر عامل المصنع -وهو في العشرينات من العمر- من فوق سريره بالمستشفى كيف كان محظوظا لنجاته من سلسلة انفجارات هزت مضجعه وامتد مجال تأثيرها لنحو كيلومتر عن المنطقة الصناعية.
وقبل لحظات كان قد خرج إلى الشرفة لاستطلاع ما يحدث بعد أول انفجار. وعاد للداخل قبل الانفجار الثاني الكبير الذي أحدث كرة لهب في سماء المدينة وهو الحادث الكبير جدا لدرجة ان الأقمار الصناعية في الفضاء استطاعت رصده.
وقال هوا وهو يستعيد كيف طار في فضاء الحجرة ثم ارتطم بالأرض "لم استوعب ما يحدث."
وترنح العامل في مصنع السيارات وهو يغادر المبنى حيث عثر عليه صديق وأعطاه بعض الماء. ونقل في سيارة أجرة إلى المستشفى.
كان الانفجار الثاني -الذي يعادل 21 طنا من مادة تي.ان.تي- أقوى بنحو سبع مرات من الانفجار الأول الذي قض مضجع هوا. وأدت الانفجارات لمقتل 44 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين.
وكان هوا -الذي وضعت له ضمادة حول رأسه- واحد من عشرات المصابين الذين عولجوا في مستشفى تيدا في تيانجين الواقع على بعد 15 دقيقة بالسيارة من موقع الانفجار.
ووزع متطوعون شبان زجاجات مياه على أقارب المصابين في أروقة المستشفى. وخارج المستشفى أقام متطوعون خياما وقدموا وجبات من اللحم والخضراوات.
واصطف طابور طويل من سيارات الاجرة أطلق اصحابها على انفسهم (فريق الحب) ووضعوا شرائط حمراء اعلى سياراتهم تشير إلى استعدادهم لتوصيل أسر المصابين مجانا.
ومثل هو قال كثيرون من الضحايا انهم لم يدركوا في البداية ما يحدث.
وقال مصفف الشعر وو ديجون (38 عاما) "رأيت لهب النار ثم: بووم! وقع انفجار. أول ما فعلت هو الركض باسرع ما يمكنني والانبطاح على الارض للنجاة بحياتي."
وأضاف "عندما هربت .. كانت الدماء تغطي جميع انحاء جسمي."
ولا تزال النيران مشتعلة في المنطقة الصناعية بعد ظهر يوم الخميس فيما تنبعث الأبخرة السامة من المنطقة.
ولا يزال أشخاص كثيرون في عداد المفقودين.