من خالد الرماحي وستيفن كالين
الموصل/أربيل (العراق) (رويترز) - استعد عراقيون يوم الأحد للاحتفال بانتصار متوقع على تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل على بعد مبان قليلة من المعارك الدائرة في الأحياء القليلة المتبقية التي يتحصن فيها المتشددون.
وعلقت القوات العراقية لافتات بيضاء والأعلام العراقية على أعمدة الإنارة والمباني المدمرة بما في ذلك المنارة الحدباء التي فجرها المتشددون في يونيو حزيران هي وجامع النوري الكبير فيما استمرت الضربات الجوية وإطلاق قذائف المورتر على مقربة من الموقع.
ومن على منبر مسجد النوري أعلن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي دولة "الخلافة" قبل ثلاثة أعوام.
وذكر بيان حكومي أن السلطات تخطط لإقامة احتفالات في أنحاء البلاد لمدة أسبوع ومن المتوقع أن يزور رئيس الوزراء حيدر العبادي الموصل لإعلان النصر منها رسميا.
وسيمثل سقوط الموصل النهاية الفعلية للنصف الواقع في العراق من "الخلافة" التي أعلنها التنظيم قبل ثلاث سنوات على أجزاء من العراق وسوريا. لكن التنظيم لا يزال مسيطرا على أراض إلى الغرب والجنوب من المدينة يعيش فيها مئات الآلاف من المدنيين.
وقال بيان للجيش العراقي إن جنودا من وحدة مكافحة الإرهاب استعادوا منطقة مكاوي في مدينة الموصل القديمة يوم الأحد على بعد مبان قليلة من الضفة الغربية لنهر دجلة. وسيمكن الوصول إلى نهر دجلة القوات العراقية من السيطرة على المدينة بأكملها ومن المتوقع أن يتم بنهاية الأسبوع الجاري.
ويقدم تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة دعما بريا وجويا للهجوم الذي يشارك فيه الجيش العراقي وقوات الشرطة الاتحادية في عملية متعددة المسارات.
وقال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية إن قواته أنهت مهمتها في الأجزاء الجنوبية من المدينة القديمة يوم السبت لكن تلك المناطق ما زالت تحتاج للتطهير من المتفجرات والجثث بعد أسبوعين من القتال.
وقال لرويترز من غرب الموصل "مع شديد الأسف هناك الكثير من جثث العدو متروكة ويجب تنظيف هذه المناطق وكذلك استشهد كثير من أبنائنا يجب إجلاؤهم...ويجب إخلاء المناطق من العبوات الناسفة والسيارات. من واجبنا أن نجعلها منطقة آمنة لكي نعيد المواطن".
وتشير تقديرات لمنظمات الإغاثة أن الحملة المستمرة منذ ما يقرب من تسعة أشهر تسببت في تشريد 900 ألف شخص، هم نصف سكان المدينة قبل الحرب، وأدت كذلك إلى مقتل الآلاف.
وقال بعض من استطاعوا الهرب إن آلاف المدنيين يعتقد بأنهم محاصرون هناك في ظروف سيئة دون إمدادات تذكر من الطعام والماء والدواء ولا يمكنهم الحصول على خدمات صحية.
وبعد أن تمكنت وحدات قوات مكافحة الإرهاب من السيطرة على أرض الجامع الأثري المدمر يوم الخميس أعلن العبادي نهاية دولة الخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية ووصفها بأنها "دويلة الباطل".
وقالت مصادر عسكرية أمريكية وعراقية إن البغدادي ترك القتال في الموصل لقادة محليين ويُعتقد بأنه مختبئ في المنطقة الحدودية بين العراق وسوريا.
وذكرت مصادر بالمخابرات الأمريكية الشهر الماضي أن التنظيم نقل ما تبقى من هياكل القيادة والسيطرة إلى منطقة الميادين في شرق سوريا دون الإشارة إلى ما إذا كان البغدادي يختبئ أيضا في نفس المنطقة.
وأفادت تقارير متكررة بمقتل أو إصابة زعيم الدولة الإسلامية. وقالت روسيا في 17 يونيو حزيران إنها ربما تكون قتلته في ضربة جوية في سوريا. لكن واشنطن تقول إنها ليس لديها معلومات تدعم هذه التقارير كما عبر مسؤولون عراقيون أيضا عن تشككهم.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)