🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

عرض كتاب-كاتب لبناني: الانتفاضات العربية تعثرت بسبب انقطاع مسار التحديث

تم النشر 21/12/2015, 17:39
عرض كتاب-كاتب لبناني: الانتفاضات العربية تعثرت بسبب انقطاع مسار التحديث

القاهرة (رويترز) - يرى الكاتب اللبناني خالد زيادة أن الانتفاضات الشعبية العربية التي اندلعت عام 2011 تعثرت لأسباب فكرية في مقدمتها انقطاع مسار التحديث في منتصف القرن العشرين بفعل انقلابات عسكرية تذرعت بقيام دولة إسرائيل وصعود تيارات دينية متشددة ترفض التعددية والديمقراطية.

ويقول إن مفكري النهضة العربية منذ نهايات القرن التاسع عشر تبنوا أفكار التنوير "بما تعنيه من فصل الدين عن السياسة والاحتكام إلى القوانين والإقرار بالتعدد الاجتماعي" مشددا على ضرورة أن تصبح قيم الحداثة مشروعا مجتمعيا وسياسيا للمستقبل.

ويضيف في كتابه (لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب) أن بعض دول العالم العربي اختصرت في الفترة القصيرة ما بين الحربين العالميتين كثيرا من قيم التطور والحداثة -التي استغرق تحققها في أوروبا عدة قرون- وتمثل ذلك في حركة فكرية تدعو إلى التغيير عبر نشر التعليم ونشدان الحرية.

ويضيف أن هذه الدعوة التي تكرست في الإبداع والفنون والثقافة أثمرت نموا في "الشعور الوطني والمواطنة... حتى أواسط القرن العشرين شهدنا إسلاما متسامحا ومنفتحا ترافق مع دعوات إلى تحرير المرأة" والتعدد الفكري الذي يرى أن أنظمة الحكم العسكرية مستندة إلى اتجاهات دينية قضت عليه منذ أكثر من ستين عاما.

والكتاب الذي صدر في القاهرة عن الدار المصرية اللبنانية يقع في 207 صفحات متوسطة القطع ويضم فصولا منها (التحديث) و(النهضة) و(الإصلاحية الإسلامية) و(الأيديولوجية) و(الأصولية).

كما يراجع ويثمن أفكار التنوير في ضوء جهود وإضافات أعلامه ومنهم رفاعة الطهطاوي وخير الدين التونسي وغيرهما ممن عبروا عن الحاجة إلى الأخذ بما أحرزته أوروبا من تقدم في العلوم والتقنيات والأفكار. وكانت فكرة "الحرية" أصبحت من ثوابت التفكير عند هؤلاء الرواد الذي كان لديهم اعتقاد بأن الأخذ عن أوروبا لا يتناقض مع الإيمان والإسلام.

وزيادة أستاذ جامعي يشغل حاليا منصب سفير لبنان في مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية. وله مؤلفات منها (الخسيس والنفيس.. الرقابة والفساد في المدينة الإسلامية) و(الكاتب والسلطان.. من الفقيه إلى المثقف).

ويقول المؤلف إن إعلان دولة إسرائيل عام 1948 أعطى "ذريعة للعسكريين كي ينقضوا على السلطة وزاد قيام كيان يهودي من العداء للغرب ومن نزعات التشدد الأيديولوجي إسلامية كانت أو قومية" وبانتصاف القرن العشرين توالت انقلابات عسكرية في العالم العربي وأدت إلى فرض "الرأي الواحد" وألغت النزعات التعددية.

وعلى الجانب الآخر القريب من السلطة العسكرية أيضا يرى زيادة أن "الاتجاهات الإسلامية عملت على نشر أيديولوجية معادية لكل أشكال التفكير العقلي ورفضت كل إنجازات العلوم الإنسانية.. ولم يقل عداؤها لليبرالية السياسية والتعددية والديمقراطية عن عداء السلطات الأحادية التي رفعت شعارات تدعي الحداثة والعلمنة" كما قربت تلك السلطات توجهات دينية أضعفت رابطة المواطنة.

ويقول إن انتفاضات عام 2011 جاءت بعد عقود من التسلط الأنظمة الأحادية واستبدادها إلا ان الجموع المتعطشة للحرية "افتقرت إلى التنظيم والقيادات والأفكار والبرامج. أظهرت هذه الانتفاضات مدى الخراب الذي خلفته عقود التسلط فلم يبق من الدول ومؤسساتها التي احتلتها سلطات الاستبداد سوى هياكل فارغة من القانون والنظام" كما كشفت هشاشة المجتمع وفراغه من كيانات سياسية كالأحزاب ومجتمعية كالنقابات.

ويرى أن "ما آلت إليه الثورات من صراعات داخلية وتدخلات خارجية وما أصابها من تعثر إنما يعزى إلى غياب الأفكار" لأن شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي اكتسح أغلب الانتفاضات العربية ليس كافيا لإقامة نظام بديل.

ويضيف أن ما يجري في العالم العربي هو نتيجة مباشرة لانقطاع مسار التحديث والإخفاق في إنتاج خطاب عقلاني معاصر "يتصدى للأنظمة الأحادية" مراهنا على دور أكبر للعروبة التي تعترف بالتنوع وحقوق الأقليات والأديان والمذاهب.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.