من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - حذرت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي من أنه عندما تفشل المنظمة الدولية في التحرك بشكل جماعي فإن الدول عندئذ تضطر للتصرف من تلقاء أنفسها.
وحملت دول غربية حكومة الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية هجوم بالغاز السام في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب أودى بحياة العشرات. ونفت الحكومة السورية مسؤوليتها عن الهجوم.
وأبلغت هيلي مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة أن "الأسد وروسيا وإيران لا يهتمون بالسلام. إن الحكومة السورية غير الشرعية التي يقودها رجل مجرد من الضمير ارتكبت فظائع لا تحصى ضد شعبه."
وأضافت قائلة "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي... فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا."
ولم تحدد السفيرة الأمريكية أي نوع من التحرك يمكن أن يتخذ.
وفي فبراير شباط استخدمت روسيا مدعومة بالصين حق النقض (الفيتو) للمرة السابعة لحماية الحكومة السورية من اتخاذ إجراء ضدها في المجلس فحالت دون مسعى القوى الغربية لفرض عقوبات بشأن اتهامات بهجمات بأسلحة كيماوية.
وقال فلاديمير سافرونكوف نائب المندوب الروسي بالأمم المتحدة في كلمته بالمجلس إن تهديد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما باستخدام القوة في عام 2012 إذا تم تجاوز "خط أحمر" أو استخدمت أسلحة كيميائية في سوريا تسبب في حدوث مثل هذه الهجمات.
وقال سافرونكوف "القرار خدم كنقطة بداية لاستفزازات مستقبلية من الإرهابيين والكيانات المتطرفة باستخدام أسلحة كيميائية. لقد سعوا إلى تشويه سمعة نظام دمشق الرسمي وخلق ذريعة لاستخدام القوة العسكرية ضد دولة ذات سيادة."
وحمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلفه باراك أوباما مسؤولية الفشل في فرض الخط الأحمر. ورفض متحدث باسم أوباما التعليق.
وقال مندوب فرنسا بالأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر للصحفيين قبل جلسة مجلس الأمن "نتحدث عن جرائم حرب."
وأضاف "ندعو روسيا لممارسة ضغط أقوى على النظام... حقيقة نحتاج أيضا من أمريكا التزاما جديا بحل في سوريا وأن تلقي بثقلها كاملا وراءه."
* "ما هي خطتكم؟"
وجه مندوب بريطانيا بالأمم المتحدة ماثيو رايكروفت سؤالا لروسيا أمام المجلس قائلا "ما هي خطتكم؟ ما هي خطتكم لوقف هذه الهجمات المروعة الحمقاء؟ كانت لدينا خطة وكان لدينا الدعم وأنتم رفضتموه لحماية الأسد."
ورد سافرونكوف بالقول إن روسيا لديها أكثر من خطة لكن الأولى هي محاربة الإرهاب.
وقال رايكروفت إن استخدام الفيتو بعث برسالة تشجيع للأسد وإن هجوم الثلاثاء هو "العاقبة".
وخلص تحقيق للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن ثلاثة هجمات بالكلور في عامي 2014 و 2015 وأن تنظيم الدولة الإسلامية استخدم غاز الخردل.
واقترحت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إصدار مجلس الأمن قرارا يدين الهجوم الكيماوي الأخير ويدفع سوريا إلى السماح بتحقيق دولي يتطرق إلى خطط الطلعات الجوية وسجلاتها ليوم الثلاثاء وأسماء قادة طائرات الهليكوبتر ودخول القواعد الجوية.
ووصفت روسيا مسودة القرار بأنها "غير مقبولة". وقال دبلوماسيون بالمجلس إنه من المرجح طرحها للتصويت في وقت لاحق الأربعاء.
كان الأسد وافق في عام 2013 على التخلي عن ترسانته الكيميائية وفقا لاتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة.
وقال ممثل الأمم المتحدة السامي لشؤون نزع السلاح كيم وون سون لمجلس الأمن يوم الأربعاء إنه تم نقل أو تدمير كل المواد والمعدات الكيماوية المعلنة الخاصة بسوريا.
وأضاف أمام المجلس "في الأعوام الثلاثة الأخيرة عملت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مع الجمهورية العربية السورية لتقييم ما أعلنوه (السوريون) والتحقق منه. لا يزال هناك عدد من القضايا المعلقة المفتوحة المرتبطة بما أعلنته سوريا."
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)