الدوحة (رويترز) - هاجمت وحدات من الجيش اليمني يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية يوم الأربعاء مواقع لجماعة الحوثيين في محافظة مأرب الاستراتيجية شرقي العاصمة صنعاء بعد يوم على تسليم مبعوث الأمم المتحدة اقتراحا لإحلال السلام إلى الجماعات المسلحة التي تسيطر على العاصمة وتدعمها إيران.
وانهار هذا الأسبوع اتفاق لوقف إطلاق النار مدته ثلاثة أيام يهدف إلى تمهيد الطريق أمام تسوية سياسية لأزمة اليمن تزامنا مع تجدد القتال مما يهدد جهود الأمم المتحدة لإنهاء حرب مستمرة منذ 19 شهرا أدت إلى وصول الملايين في البلد الأفقر في شبه الجزيرة العربية إلى حافة المجاعة.
وشن تحالف تقوده السعودية هجوما في مارس آذار من العام الماضي بهدف إعادة الرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي إلى السلطة والإطاحة بالحوثيين المتحالفين مع إيران من معاقلهم.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن القوات اليمنية قصفت بالمدفعية مواقع الحوثيين وطردتهم من بلدات في محافظة مأرب شرقي صنعاء يوم الأربعاء.
وقال الحوثيون الذين يسيطرون على معظم العاصمة صنعاء منذ انقلابهم على حكومة عبد ربه منصور هادي عام 2015 إن الطائرات السعودية ضربت مصنعا للثلج على مقربة من مدينة المخاء اليمنية المطلة على البحر الأحمر فضلا عن منازل ومزارع في منطقة صرواح في محافظة مأرب ليل الثلاثاء.
ولم يتسن الحصول على تعليق من المتحدث باسم التحالف العربي بقيادة السعودية.
والسيطرة على مأرب مهمة بالنسبة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي يستهدف مواجهة النفوذ الإيراني.
وتنقسم ولاءات سكان محافظة مأرب وهم في معظمهم من القبائل جيدة التسليح والذين باتوا حلفاء لدول الخليج وبين أصدقاء للحوثيين وموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وألقى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي كلمة بثت على الهواء مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي وتلفزيون المنار الذي يديره حزب الله اللبناني.
وقال "أنتم القتلة وأنتم اللصوص والمفسدون في الأرض قتلا وحصارا وتخريبا" متهما التحالف المدعوم من الولايات المتحدة بتجويع اليمنيين بمهاجمتهم اقتصاديا.
وجدد دعوته للحوثيين وحلفائهم بالانتهاء من تشكيل الحكومة.
وأعلنت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء أن اسماعيل ولد الشيخ المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن زار صنعاء وسلم الحوثيين وحلفاءهم من مؤيدي صالح خارطة طريق تتطرق إلى "الأمن والخطوات السياسية" ودعا طرفي الصراع إلى تمديد الهدنة والسماح بدخول المساعدات الإغاثية إلى البلاد.
وقال الحوثيون إنهم سيدرسون الاقتراحات.
وقال راجح بادي المتحدث باسم حكومة هادي لرويترز إن أي اقتراح للسلام يجب أن يتوافق مع الخطط السابقة لتأمين مستقبل اليمن أي المبادرة الخليجية التي تخلى بموجبها صالح عن الحكم ومقررات مؤتمر الحوار العام بين الأحزاب السياسية عام 2014 وقرار مجلس الأمن الدولي عام 2015 الذي يدعو الحوثيين إلى تسليم سلاحهم والانسحاب من المدن الكبرى.
وقال بادي إن أي "رؤية" يجب أن تتطابق مع المراجع الثلاثة مشيرا إلى أن الحكومة لم تتلق بعد أي خطة من مبعوث الأمم المتحدة أو من المنظمة نفسها بعد.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)