من أرشد محمد
اسلام اباد (رويترز) - وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى باكستان يوم الاثنين في زيارة لم يعلن عنها من قبل لحث الحكومة على بذل مزيد من الجهد لقمع الجماعات المتشددة بعد المذبحة التي وقعت الشهر الماضي وراح ضحيتها 134 تلميذا بيد مسلحي حركة طالبان.
ومن المتوقع أن يلتقي كيري برئيس الوزراء نواز شريف وبقائد الجيش حيث يهدف إلى التعبير عن تعاطفه وشحذ همة باكستان في قتال المتشددين.
واقترح سارتاج عزيز مستشار رئيس الوزراء للامن القومي والشؤون الخارجية خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي أن يزور كيري مدينة بيشاور حيث وقع الهجوم على المدرسة في 16 ديسمبر كانون الأول. ورفضت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية التعليق على خطط كيري.
وقال عزيز من دون الخوض في التفاصيل "سمعنا أنك تنوي زيارة بيشاور والمدرسة."
وأثنى كيري على هجوم الجيش ضد المتشددين في مناطق قريبة من أفغانستان لكنه ينوي المطالبة باتخاذ المزيد من الاجراءات لقتال الجماعات التي يعتبرها المسؤولون الباكستانيون والقادة العسكريون وسائل استراتيجية في الصراع مع الهند حيث يتنافس الجانبان على النفوذ في أفغانستان.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين قبل أن يغادر كيري واشنطن يوم الجمعة "سنكون واضحين تماما مثلما كنا في مناسبات سابقة بأن الكفاح الباكستاني ضد المسلحين يجب أن يقتلع كل الجماعات المتشددة في باكستان."
وأضاف "ستركز الرسالة الأساسية لوزير الخارجية في جزء منها على التأكد من أن الافعال تتوافق مع جهد حقيقي ومتواصل لتقييد قدرة شبكة حقاني وعسكر طيبة وطالبان الافغانية والمتشددين الاخرين الذين يشكلون تهديدا للاستقرار الاقليمي وللمصالح الأمريكية المباشرة."
وتقاتل عسكر طيبة ضد الحكم الهندي في كشمير وتواجه اتهامات بتدبير هجمات مومباي عام 2008 التي راح ضحيتها ما لا يقل عن 163 شخصا في الهند.
وبالنسبة لشبكة حقاني فإن الولايات المتحدة تتهم المخابرات الباكستانية بدعم الشبكة واستخدامها كوكيل لها في أفغانستان لتعزيز موقفها ضد نفوذ منافستها اللدودة الهند في البلاد. وتنفي باكستان الاتهام. وتختلف طالبان الباكستانية -المتهمة بتنفيذ هجوم 16 ديسمبر على مدرسة يديرها الجيش في بيشاور- عن طالبان الأفغانية لكنهما تشتركان في نفس الاهداف وهي الاطاحة بحكومتي البلدين واقامة دولة إسلامية في ارجاء المنطقة.
وإضافة إلى اللقاءات الثنائية سيشارك كيري في رئاسة الحوار الأمريكي الباكستاني الاستراتيجي مع سارتاج عزيز مستشار نواز شريف للامن القومي والشؤون الخارجية.
وسينضم إلى كيري الجنرال لويد اوستن قائد القيادة المركزية الأمريكية التي تمتد عبر 18 دولة في الشرق الأوسط ووسط وجنوب أسيا من مصر إلى باكستان.