من ماريا تسفيتكوفا وبيتر هوبسون
موسكو (رويترز) - قالت روسيا وإيران وتركيا إنها على استعداد للمساعدة في التوسط لإبرام اتفاق سلام سوري بعد أن أجرت الدول الثلاث محادثات في موسكو يوم الثلاثاء ووافقت على إعلان يحدد مبادئ يتعين على أي اتفاق الالتزام بها.
وجاء الإعلان بعد أن استضاف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف محادثات مع نظيريه التركي والإيراني وعقد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو محادثات مماثلة بالتزامن مع نظيريه الإيراني والتركي أيضا.
وقالت الوثيقة التي سماها شويجو "إعلان موسكو" إن الدول الثلاث على ثقة من أنها تستطيع إحياء عملية السلام المحتضرة. كما دعمت أيضا توسيع نطاق وقف إطلاق النار.
وقال الإعلان "إيران وروسيا وتركيا على استعداد لتسهيل صياغة اتفاق يجري التفاوض عليه بالفعل بين الحكومة السورية والمعارضة وأن تصبح الضامن له."
وأضاف "دعت (إيران وروسيا وتركيا) كل الدول الأخرى التي لها نفوذ في الوضع على الأرض أن تقوم بالمثل (المساعدة في إبرام اتفاق)."
ويسلط التحرك الضوء على تنامي قوة الصلة بين موسكو وطهران وأنقرة رغم اغتيال السفير الروسي في تركيا يوم الاثنين ويبرز رغبة بوتين في ترسيخ نفوذ بلاده المتنامي في الشرق الأوسط وعلى نطاق أوسع.
كما يظهر مدى نفاد صبر روسيا بشأن ما ترى أنها محادثات طويلة وغير مجدية مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن سوريا. ووصف لافروف الأسبوع الماضي هذه المحادثات بأنها "بلا طائل".
* "نفوذ حقيقي على الأرض"
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إنه ونظيره التركي رجب طيب إردوغان يعملان لترتيب سلسلة جديدة من محادثات السلام السورية دون مشاركة الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة.
وذكر أن هذه المحادثات قد تجرى في أستانة عاصمة قازاخستان وهي حليف وثيق لروسيا.
وتقول روسيا إن هذه المحادثات إن أجريت ستكون إلى جانب المفاوضات المتقطعة بوساطة الأمم المتحدة في جنيف.
وقال لافروف يوم الثلاثاء إنه يعتقد أن الترويكا الروسية الإيرانية التركية هي أكثر شكل فعال فيما يتعلق بالمساعي لحل الأزمة السورية.
وذكر شويجو أن روسيا - التي دعمت الرئيس السوري بشار الأسد بضربات جوية وقوات خاصة ومستشارين عسكريين - وإيران وتركيا فقط لديها القدرة على إحداث فارق حقيقي.
وقال شويجو "كل المحاولات السابقة من الولايات المتحدة وشركائها للاتفاق على تحركات منسقة حُكم عليها الفشل. لم يمارس أي منهم نفوذا حقيقيا في الوضع على الأرض."
وتدعم روسيا وإيران الأسد لكن تركيا وهي عضو في حلف شمال الأطلسي لطالما أوضحت أنها تفضل تنحيه عن السلطة. لكن أنقرة خففت من لغة خطابها تجاه الأسد في الشهور الأخيرة وقال لافروف إن الدول الثلاث اتفقت على أن الأولوية هي لمحاربة الإرهاب وليس للإطاحة بالرئيس السوري.
وقال الإعلان إن أي تسوية سورية ينبغي أن تحترم وحدة الأراضي السورية.
وأضاف "اتفق الوزراء على أهمية توسيع نطاق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية دون أي معوقات وتحرك المدنيين بحرية في جميع أنحاء سوريا."
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)