من كليمو مانيراباروشا
بوجومبورا (رويترز) - قال متحدث رئاسي يوم السبت إن انتخابات الرئاسة في بوروندي تأجلت من 15 إلى 21 يوليو تموز استجابة لطلب من زعماء أفارقة يسعون لحل أسوأ أزمة سياسية في هذا البلد منذ انتهاء الحرب الأهلية قبل عشر سنوات.
وقال حاكم مقاطعة كايانزا القريبة من الحدود مع رواندا إن جنودا ومسلحين مجهولين اشتبكوا يوم الجمعة في تصعيد للتوتر بالمنطقة التي شهدت نزاعات طائفية متكررة.
وقال كانسيوس ندايمانيشا حاكم كايانزا إن المسلحين عبروا من رواندا وهو اتهام تنفيه السلطات الرواندية لكنه يثير مخاوف من اتساع رقعة النزاع.
ولم يعلق الجيش البوروندي ولا الحكومة في بوجومبورا على هذه الاشتباكات الأخيرة التي قال الحاكم إنها أسفرت عن إصابة مجندين اثنين ومسلحين اثنين أيضا. وأضاف ندايمانيشا لرويترز "الموقف الآن تحت السيطرة."
وتقاطع المعارضة في بوروندي الانتخابات قائلة إن قرار الرئيس بيير نكورونزيزا بالسعي لفترة ثالثة في المنصب غير دستوري. وأثار إعلان الرئيس الترشح موجة من الاحتجاجات امتدت لأسابيع في أبريل نيسان الماضي.
ويستند الرئيس في سعيه لقرار محكمة أجازت ترشحه.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت انتخابات الرئاسة ستؤجل قال المتحدث الرئاسي جيرفيس اباييهو لرويترز عبر رسالة نصية هاتفية "تأجلت إلى 21 يوليو تموز".
وأضاف أن الرئيس وقع مرسوما يوم الجمعة وأن القرار جاء بناء على طلب زعماء دول شرق افريقيا ورئيس جنوب افريقيا.
وسعت الدول الافريقية إلى تأجيل الانتخابات ليوم 30 يوليو تموز حتى يكون أمام يوويري موسيفيني رئيس أوغندا وقتا لمحاولة الوساطة بين الطرفين. وقال أباييهو إن تأجيل الانتخابات كل هذا الوقت "سيعد تجاوزا للقيود الدستورية".
وينص الدستور على إجراء انتخابات الرئاسة خلال شهر على الأقل من تاريخ انتهاء فترة الرئيس. وتنتهي فترة رئاسة نكورونزيزا يوم 26 أغسطس اب.
وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة إنها تشعر "بقلق عميق بسبب تقارير عن اندلاع قتال في مناطق عديدة من بوروندي ومن تعليقات بثت مؤخرا لمواطنين يتوعدون باستخدام العنف ضد الحكومة."
وأدانت الخارجية الأمريكية "أي نشاط أو هجمات مسلحة في بوروندي."
وكان جنرال شارك في انقلاب فاشل في مايو أيار أعلن الأسبوع الماضي أنه ورفاقه مازالوا يخططون لإزاحة نكورونزيزا. وتقول الحكومة إن قوات الأمن ستتصدى لأي محاولة لزعزعة استقرار بوروندي.
وأثارت الأزمة قلقا عميقا في منطقة يحفل تاريخها بالصراعات العرقية.
وخلال الحرب الأهلية شنت مجموعات متمردة من أغلبية الهوتو التي ينتمي إليها نكورونزيزا حملة ضد أقلية التوتسي الذين كانت لهم السيطرة على الجيش في ذلك الوقت.
وتعهدت رواندا بعدم السماح بحدوث مثل هذه الأعمال مرة أخرى. وكانت رواندا نفسها ضحية لأعمال إبادة جماعية قتل فيها 800 ألف شخص معظمهم من التوتسي ومن الهوتو المعتدلين.
ونفت وزيرة الخارجية الرواندية لويز موشيكيوابو أي علاقة لبلدها باشتباكات شمال بوروندي التي جرت يوم الجمعة.
وقالت "أعتقد أن من الأفضل لبوروندي التركيز على قضاياها بدلا من البحث عن قضايا في أماكن أخرى."
وكانت رواندا من بين الدول التي دعت لتأجيل الانتخابات ومعها كينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب أفريقيا.