من إيما فارج
بانجول (رويترز) - جاء رد فعل مواطني جامبيا على هزيمة الرئيس يحيى جامع في الانتخابات الرئاسية مزيجا من الفرحة وذهول عدم التصديق بعد يوم واحد من إقراره بخسارة تنهي حكمه الذي استمر 22 عاما.
وحكومة جامع متهمة بسحق المعارضة وتعذيب معارضين. وقال جامع ذات مرة إنه سيحكم البلد الواقع في غرب أفريقيا "لمليار عام". ونتيجة لذلك فإن قليلين فقط هم من يصدقون أنه سيسمح لنفسه بالهزيمة في الانتخابات التي جرت يوم الخميس أمام منافسه مرشح المعارضة أداما بارو.
لكن في خطاب نقلته الإذاعة الرسمية مساء الجمعة قبل جامع النتائج التي أعلنتها لجنة الانتخابات وأظهرت خسارته في خطوة أصابت المراقبين في أنحاء القارة الأفريقية بالذهول وأشعلت احتفالات صاخبة في العاصمة بانجول.
وقال ياكوبا سيسي (34 عاما) وهو صياد ما زال يمسك بصافرة وردية اللون من احتفالات الليلة الماضية في العاصمة "أشعر أنني مختلف. عندما استيقظنا كان الناس في سعادة. لدينا الحرية في أن نقول ما نشاء."
وجابت سيارة فان تعج بمؤيدين للمعارضة الشوارع يوم السبت وهم يدقون الطبول وكان كثيرون منهم ما زالوا يرتدون قمصان ائتلاف المعارضة منذ الليلة الماضية.
وقال شهود إنه على الرغم من وجود مكثف للشرطة ظهرت علامات قليلة على التوتر أو العداء.
وقال رجل أعمال طلب عدم نشر إسمه "لن أصدقها (هزيمة جامع) إلا عندما أراه يغادر مقره الرسمي. هو ما زال يسيطر على الجيش وكبار قادة الجيش من عائلته."
ونادرا ما يخسر حكام ترسخوا في الحكم مثل جامع الانتخابات في أفريقيا لذا جاءت النتيجة صدمة وخصوصا بالنظر إلى أن قادة أفارقة آخرين سعوا منذ العام الماضي لتغيير دساتير بلدانهم للسماح لهم بالبقاء في الحكم لفترات أطول.
وبحسب النتائج الرسمية حصل بارو على 45.5 بالمئة من أصوات الناخبين مقابل 36.7 بالمئة لجامع في البلد الذي يبلغ عدد سكانه 1.8 مليون نسمة. وبارو مطور عقاري عمل لبعض الوقت حارس أمن بشركة أرجوس للتجزئة في لندن.
وينفي المؤيدون لجامع وقوع إنتهاكات وكثيرا ما انتقد الرئيس المنتهية ولايته القوى الغربية لتدخلها في الشؤون الأفريقية.
وقال شهود إن بارو كان يعقد اجتماعا في منزله يوم السبت عندما احتشد المؤيدون خارجه. ولدى مؤيديه آمال كبيرة في أن يضع نهاية لإنتهاكات حقوق الإنسان ويعمل على توفير فرص عمل.
وقال هاروما ديالو وهو مزارع يبلغ من العمر 29 عاما "نتوقع منه أن يصحح (الطريق الخلفي) وأن يوجد وظائف للشباب.. معظمنا محبطون". والطريق الخلفي هو وصف في جامبيا للطريق الذي يسلكه المهاجرون غير الشرعيين من البلاد إلى أوروبا.
وهنأ كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني الشعب الجامبي على الانتخابات وقالا إن المؤسستين مستعدتان لدعم جامبيا.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)