من لوك بيكر
القدس (رويترز) - قال مسؤول إسرائيلي كبير عقد اجتماعات رفيعة المستوى في موسكو الأسبوع الماضي إنه يجب على إسرائيل أن تقلق من الانفصال المتزايد بين أهدافها وأهداف روسيا في الشرق الأوسط.
وأضاف أفي ديختر رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بالبرلمان والرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي إن رؤية روسيا لإيران والرئيس السوري بشار الأسد وجماعة حزب الله اللبنانية تتعارض تماما مع رؤية إسرائيل وهي مصدر متزايد لصراع محتمل.
وقال إنه رغم تقدير موسكو لعلاقاتها الطيبة مع إسرائيل وأخذها العلاقة الدبلوماسية بين البلدين بجدية إلا أنها لن تتردد في أن تفرض على أي بلد في الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل اجراءات تخدم مصالحها.
وقال ديختر في ملخص لنقاشات مع مسؤولين كبار بمجلسي البرلمان الروسي ونائب وزير الدفاع ونائب رئيس مجلس الأمن القومي "الفجوة بيننا وبينهم كبيرة ومزعجة.
"روسيا تفكر وتتصرف كقوة عظمى ولذلك فهي غالبا ما تهمل مصلحة إسرائيل عندما لا تتوافق مع مصالح روسيا."
ولم يرد مسؤولون في موسكو على الفور على طلبات للتعقيب بشأن علاقات روسيا مع إسرائيل.
ومع انخراط روسيا المتزايد في الصراع السوري والوقوف إلى جانب الأسد ضد مقاتلي المعارضة سعت إسرائيل للحفاظ على خطوط الاتصال مع موسكو مفتوحة لتجنب مخاطر مواجهة عارضة.
وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثلاث مرات هذا العام وكثيرا ما يتحدثان معا.
والاهتمام الرئيسي لإسرائيل هو أن تكون قادرة على الدفاع عن حدودها ضد أي هجوم محتمل من حزب الله الذي خاضت ضده حربا في عام 2006 ويملك ترسانة صواريخ كبيرة.
وعلى مدى العامين الأخيرين شنت المدفعية وسلاح الجو الإسرائيلي ضربات متعددة ضد قوافل أسلحة في جنوب سوريا قالت إنها كانت في طريقها إلى حزب الله.
لكن حرية إسرائيل في الحركة داخل المنطقة باتت الآن أكثر تقييدا بسبب وجود الطائرات الروسية وبطاريات متطورة مضادة للطائرات نصبتها موسكو.
* إيران
من وجهة النظر الإسرائيلية فإن إيران هي أكبر تهديد في المنطقة وستفعل كل ما في وسعها لمواجهة إسرائيل سواء مباشرة أو عن طريق وكيليها حزب الله والأسد. أما روسيا فعلى العكس ليس لها مشكلات مع أي منهما.
وقال ديختر في إشارة إلى روسيا "إنهم ينظرون إلى حزب الله بشكل إيجابي كتابع لإيران في سوريا وإيران وهم يدعمون نشاط الفصائل الشيعية في العراق وسوريا."
وأضاف قائلا "روسيا لا تنظر إلى إيران ووكلائها وفقا لمستوى التهديد الذي يشكلونه أو يبثونه ضد إسرائيل."
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن موسكو ترى ضرورة بقاء الأسد في السلطة وأن إيران قوة تساعد الاستقرار وأن الاتفاق النووي الذي أبرمته الولايات المتحدة مع طهران إيجابي على نحو كبير. وآراء إسرائيل بشأن كل هذه الأمور على العكس تماما.
وتراجعت الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس باراك أوباما عن الشرق الأوسط إلى حد كبير وسمحت لروسيا بممارسة نفوذ أكبر. ولم يتضح بعد هل ستتغير السياسة الأمريكية تحت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي لمح إلى أن سياسة بلاده في سوريا ستتوافق أكثر مع سياسة موسكو.
وقال ديختر إن موسكو تكن "مشاعر إزدراء" تجاه الدول الأوروبية التي تجنبت الانخراط في سوريا وإنها لا تنظر للمنطقة على أنها مصدر اهتمام مؤقت بل انها تعد خططا طويلة الأجل.
وختم المسؤول الإسرائيلي تصريحاته قائلا "لم تعد (روسيا) إلى المنطقة بقدرات عسكرية في الجو والبحر لغرض 'الاستعراض' فقط ثم الرحيل... الجار الجديد لم يأت هنا لاستئجار شقة بل جاء ليبني فيلا."
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)