من ميشيل مارتن
برلين (رويترز) - قال بيتر ألتماير مسؤول شؤون المستشارية الألمانية يوم الأحد إن سلوك تركيا "غير مقبول" ومن واجب ألمانيا حماية مواطنيها وشركاتها ولكن مع الحفاظ في الوقت نفسه على علاقات قوية مع أنقرة.
وتدهورت العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي منذ ألقت تركيا القبض على ستة حقوقيين بينهم ألماني قبل أسبوعين ضمن حملة أمنية أوسع نطاقا منذ محاولة الانقلاب الفاشل العام الماضي ضد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وقال ألتماير لصحيفة فيلت ام زونتاج "نريد علاقات طيبة مع هذه الدولة الكبيرة والمهمة لكن هذا لن يكون ممكنا إلا إذا كانت تركيا دولة يحكمها القانون وظلت كذلك".
وردا على سؤال عن منع تركيا برلمانيين ألمان من زيارة جنود في قاعدة بتركيا واعتقال ألمان وتصريحات إردوغان الأخيرة عن ألمانيا قال ألتماير "سلوك تركيا غير مقبول".
وتصاعدت حدة التوتر بين البلدين بعد اعتقال صحفي تركي ألماني وسحب القوات الألمانية من قاعدة جوية في تركيا.
وقال ألتماير إن برلين تطالب بالإفراج عن النشط الألماني الحقوقي بيتر شتيدنير والصحفي دنيز يوجال إذ لا يوجد مبرر واضح لاعتقالهما مضيفا أن الحكومة تنتهز كل فرصة ممكنة لاتصال القنصلية بهما وللحديث مع الحكومة التركية ومع إردوغان.
وزادت ألمانيا من الضغط على تركيا خلال الأيام القليلة الماضية وهددت بإجراءات قد تعطل الاستثمار الألماني هناك قائلة إنها تراجع طلبات تركيا الخاصة بصفقات السلاح.
وسعى وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل يوم السبت إلى طمأنة ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي في ألمانيا في خطاب نشرته صحيفة بيلد بأنهم ينتمون لألمانيا وليسوا مستهدفين في ظل تغيير سياسة الحكومة تجاه تركيا.
وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير لقناة (زد.دي.إف) التلفزيونية إن وجود أتراك في ألمانيا يعني أن العلاقات مع تركيا "لها أهمية خاصة" وهم على الأرجح أكثر من يعاني عندما يرون أنقرة تدمر الجسور المقامة مع ألمانيا على مدار سنوات عديدة.
وكشفت نتيجة استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إمنيد لصالح صحيفة فيلت ام زونتاج أن أغلبية الألمان غير راضين عن سياسة الحكومة الألمانية تجاه تركيا. وقال نحو 76 بالمئة إن الحكومة الألمانية لا تدافع عن نفسها بالدرجة الكافية ضد الرئيس التركي في حين اختلف 12 بالمئة مع هذا الرأي.
وحذرت ألمانيا مواطنيها من السفر إلى تركيا وقالت إنهم يجازفون بأنفسهم إذا فعلوا ذلك. وأوضح استطلاع إمنيد أن 49 بالمئة من الألمان لا يعتقدون أن بإمكانهم قضاء عطلة بعد الآن في تركيا في حين قال 44 في المئة أن بإمكانهم القيام بذلك.
وقال مدير شعبة التجارة الخارجية بغرفة التجارة الألمانية لصحيفة فيلت ام زونتاج إن التوتر المتزايد في العلاقات الثنائية يسبب غموضا للشركات الألمانية وقد يؤدي على الأرجح إلى تراجع التجارة بنحو ملياري يورو (2.33 مليار دولار).
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)