من آيات بسمة
أربيل (العراق (رويترز) - بشواربهم المنمقة ولحاهم المهذبة وملابسهم الأنيقة يبدو أعضاء نادي مستر أربيل للرجال مثل السكان الأكثر أناقة في بروكلين أو شورديتش.
لكنهم لا يعيشون في الأحياء الراقية لنيويورك أو لندن بل في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق على بعد مئة كيلومتر فقط من المعركة الشرسة لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من آخر معقل لهم في العراق.
ويقول الرجال الذين أسسوا النادي العام الماضي إنه رغم أن أربيل واحة للهدوء في بلد تمزقه الحرب منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 إلا أنها غير قادرة على أن تقدم لشبانها الفرص التي يبتغونها وهو ما دفعهم لتغيير ذلك.
وقال جوران بشتيوان (26 عاما) وهو يرتدي سترة من ثلاث قطع وحذاء مصنوعا بالطلب طبع عليه شعار النادي وهو بطبيعة الحال بدون جوارب "عندما بدأنا كنا في وضع سيئ.. أزمة اقتصادية ثم حرب متوقعة ضد تنظيم الدولة الإسلامية."
وأضاف قائلا "لم تكن هناك أي أنشطة تجارية لذا بدأنا بفكرة التجمع والقيام بشيء مختلف وفريد من نوعه وتغيير مظهر الناس والطريقة التي يفكرون بها."
وإلى جانب الاجتماع بشكل منتظم حيث يرتدي الأعضاء ملابس ذات أذواق مختلفة من ملابس خفيفة أنيقة إلى ملابس رسمية بربطة عنق إلى الزي العثماني التقليدي يهدف النادي إلى دعم الخياطين والحرفيين المحليين الذين يساعدون في صناعة ملابسهم.
ويزين الرجال وهم في العشرينات والثلاثينات من العمر ستراتهم بمناديل أرجوانية وساعات الجيب ويحملون عصي السيلفي وينظمون جلسات تصوير في صالونات التجميل المحلية ثم ينشرون الصور على حسابهم في انستجرام حيث يتابعهم أكثر من 60 ألف شخص.
وفوجئ عمر نهاد أحد مؤسسي النادي بهذا الاهتمام. ويقول الشاب البالغ من العمر 28 عاما والذي كان يعمل في سوق الأسهم إن الممثل جورج تاكي أحد أبطال مسلسل وأفلام ستار تريك -والذي له أكثر من مليوني متابع على تويتر- بعث لهم رسالة على الموقع.
وذكر أن مقطع فيديو صوروه في الآونة الأخيرة سجل خمسة ملايين مشاهدة.
ورغم أن النادي للرجال فقط فإنه يستخدم منصاته على الانترنت للترويج للنساء اللواتي يعملن لتحسين حقوق الفتيات وفرصهن.
ويوجد نحو 40 عضوا في النادي الذي يتلقى الكثير من طلبات الالتحاق لدرجة دفعت المؤسسين للتفكير في تشديد شروط الانضمام التي تفرض بالفعل معايير مرتفعة للذوق في ارتداء الملابس.
ويقول نهاد إن النادي يهدف لتدشين علامته الخاصة للملابس وفتح متجر والتعاون مع دور الأزياء. كما يود أن يرى مستر أربيل في صفحات أشهر مجلات الموضة.
ويقول "بالطبع لا نريد أن نكون على صفحة الغلاف. لا بأس أن نكون في الصفحات الداخلية."
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)