بيروت (رويترز) - وسط أجواء صوفية مغلفة بلمسات تراجيدية وإنسانية مؤثرة تتطور احداث المسرحية اللبنانية )عشق( التي تبدأ عروضها في بيروت مساء يوم الخميس وتتناول قصة حب بين بستاني عجوز وأميرة يافعة.
ويجمع عرض (عشق) للمخرجة اللبنانية لارا قانصو بين الموسيقى والغناء الصوفي والرقص المعاصر والتمثيل والمشاهد الرمزية المجسدة عبر الفيديو.
العرض من بطولة المسرحي اللبناني المخضرم روجيه عساف والممثلتين اللبنانيتين روزي يازجي وسارة وردة والمغنية اللبنانية دالين جبور ومصممة الرقص والراقصة اليابانية كازومي فوشيجامي.
العمل مقتبس عن مسرحية (إصر الحب) للكاتب الكلاسيكي الياباني زيامي موتوكييو (1363 – 1443) الذي ساهم في تطوير مسرح (النو) الياباني الموسيقي الدرامي في القرن الرابع عشر.
وأعادت لارا قانصو كتابة القصة الأصلية بالتعاون مع روجيه عساف رغبة منها في إعطاء شخصية الأميرة المتمردة على التقاليد كيانها الخاص وتطورها الدرامي بأسلوب أكثر وضوحا من العمل الأصلي.
وفي المسرحية الأصلية تطرح أميرة لم تبلغ الثامنة عشرة من عمرها بعد أسئلة وجودية تقترب خلالها من أسرار الكون التي لا تنتهي.
ويقع البستاني العجوز الذي يهتم بحدائق القصر في حبها ويطلب التقرب منها. ولكن الأميرة في سعيها لفهم حياة لم تعشها بعد خارج جدران القصر تطلب منه مقابل خصلة من شعرها أن يقرع على آلة دف مصنوعة من حرير أهدتها لها جدتها. فإذا تمكن من تحويل صمت الآلة إلى أنغام جميلة تسمح له بالاقتراب خطوة منها.
وأمام هذا الطلب المستحيل يقدم البستاني وبعد محاولات متكررة على الانتحار فإذا بشبحه يطارد الأميرة المتمردة حتى تصاب بالجنون.
وفي الاقتباس اللبناني أصرت لارا قانصو على أن يذهب البستاني الذي أنهكه العشق والعزف على آلة تشبه الحياة في عبثيتها نحو الموت بسكون وسلام.
فإذا بالأميرة تقرر أن تهجر القصر والتقاليد القاسية المفروضة عليها لتبحث عن طريقها لعلها تجد بعض أجوبة على أسئلتها الوجودية.
يرتكز نص المسرحية التي لا تتعدى الساعة من الوقت على شاعرية مرهفة تجعل الشخصيات التي تتخبط في سجنها الداخلي أكثر قربا من الواقع. وأضفت قانصو على السيناريو حوارات تخللها الكثير من الفكاهة مما خفف من حدة المواقف والغوص المحتوم في المأساوية.
والأجواء العامة للمسرحية منقولة من منظومة رمزية تحمل عنوان (منطق الطير) نظمها الشاعر الفارسي المتصوف فريد الدين العطار في القرن الثاني عشر الميلادي. وفيها تبرز رحلة الطيور الطويلة في بحثها عن الحقيقة الروحانية تماما كالأميرة في المسرحية اللبنانية.
يتضمن العرض الغناء المباشر بدون مصاحبة أي من الآلات الموسيقية. بعض الأغاني مأخوذ من الشعر الصوفي وبعضها الآخر من الطرب العربي. كما ألف الموسيقي اللبناني خالد ياسين بعض الألحان لتعبر على طريقتها عن الحب وعذابه وأفراحه.
ويؤدي روجيه عساف شخصية البستاني العجوز بأسلوب بسيط لا يقوم على الأداء المسرحي المبالغ فيه بل يرتكز على مسحة من الحزن.
ويعتبر روجيه عساف من رواد المسرح الطليعي العربي والواقعي.
ويستمر العرض في مسرح حميم وسط العاصمة اللبنانية حتى السابع عشر من أبريل نيسان الجاري.
(إعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير دينا عادل) OLMEENT Reuters Arabic Online Report Entertainment News 20160408T132749+0000