الجزائر (رويترز) - قال مصدر قضائي لرويترز إن محكمة عسكرية جزائرية قضت بالسجن لخمس سنوات على القائد السابق لمصلحة مكافحة الإرهاب الذي لعب دورا محوريا في حرب تسعينات القرن العشرين ضد مقاتلين إسلاميين.
وكان عبد القادر آيت واعرابي الذي اشتهر بلقب الجنرال حسان أول قائد عسكري رفيع سابق يتم سجنه في خطوة قال محللون إنها ترتبط بحملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للحد من نفوذ الجيش.
وقال المصدر القضائي إن المحاكمة جرت في جلسة مغلقة وفيها حكم مساء الخميس على الجنرال حسان الذي تقاعد في 2013 بالسجن بتهم تتعلق بإتلاف وثائق عسكرية وتقديم أسلحة دون الحصول على موافقة من رؤسائه.
واستأنف محاموه حكم المحكمة العسكرية. ولم يتسن الحصول على تفاصيل إضافية عن التهم التي يواجهها.
وخلال الحرب التي دخلتها الجزائر في التسعينات ضد مقاتلين إسلاميين اتسع نفوذ الجيش والمخابرات العسكرية بينما عانت البلاد من العنف الذي حصد أرواح 200 ألف شخص في مذابح دامية وتفجيرات وعمليات اغتيال.
ويقول محللون إن المخابرات العسكرية لا تزال تحتفظ بنفوذها في ظل سياسات الغموض في الجزائر بل وتتصرف كلاعب من وراء الستار في التفاهمات بين القادة المدنيين والنخبة من الحزب الحاكم.
ومنذ 2013 تحرك بوتفليقة لتقليص نفوذ المخابرات العسكرية على السياسية والإعلام ومجالات أخرى لخلق "دولة مدنية" أكثر.
وأقال بوتفليقة جنرالات أو همش أدوارهم وأخذ في إبعاد الجيش والمخابرات العسكرية عن المناخ السياسي فيما قال مراقبون إنه تمهيد لتركه الحكم بعد 15 عاما قضاها في السلطة.
وفي سبتمبر أيلول الماضي قرر الرئيس عزل محمد مدين الذي قضى سنوات طويلة في قيادة المخابرات العسكرية ليحيد عمليا شخصية بارزة في صراعات القوى التي كانت تدار من وراء الستار.