قندوز(أفغانستان) (رويترز) - شن مقاتلو حركة طالبان هجوما منسقا على مدينة قندوز بشمال أفغانستان الليلة الماضية فهاجموها من أربعة اتجاهات ودخلوا مناطق حضرية مما ينذر بتكرار عملية أسفرت عن سيطرتهم على المدينة قبل عام بالضبط.
وقال شير علي كماوال وهو قائد كبير بالشرطة في قندوز إن الهجوم بدأ منتصف الليل تقريبا (1930 بتوقيت جرينتش يوم الأحد) وإن الاشتباكات لا تزال مستمرة في المدينة وحولها. وتحصن بعض مقاتلي طالبان في منازل سكان قندوز.
وحلقت طائرات هليكوبتر عسكرية فوق المدينة وتسنى سماع دوي إطلاق نار في قندوز حيث قاتلت القوات الأفغانية بدعم من ضربات جوية وقوات خاصة أمريكية قبل عام بالتحديد لطرد المتشددين الذين رفعوا راية طالبان في وسط المدينة.
وقال محفوظ الله أكبري المتحدث باسم الشرطة إن قوات الأمن تجهز عملية لطرد المقاتلين الذين تمركزوا في منطقة خاك كاني بجنوب غرب المدينة.
وأضاف "طالبان بداخل بعض منازل المدنيين وعلينا تنفيذ العمليات بحرص شديد."
وأفاد بيان لوزارة الداخلية بأن تعزيزات أرسلت إلى المدينة.
ويسلط هجوم يوم الاثنين الذي وقع قبل يوم واحد من بدء مؤتمر كبير للمانحين في بروكسل الضوء على الوضع الأمني الخطير في أفغانستان حيث تقول تقديرات إن القوات الحكومية لا تسيطر إلا على ثلثي البلاد.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان على حسابه الرسمي على تويتر "بدأت عملية ضخمة في عاصمة قندوز من أربعة اتجاهات في ساعة مبكرة من هذا الصباح."
وأضاف أنه تم الاستيلاء على منطقة نو آباد وأربع نقاط تفتيش وقتل عدد من الجنود. ولم يتسن التحقق من صحة هذا الإدعاء على الفور.
وشاهد مراسل لرويترز ما لا يقل عن خمسة مقاتلين من طالبان مسلحين ببنادق كلاشنيكوف وأسلحة آلية وقذائف صاروخية في المدينة. ورأى مقاتلين يدخلون منازل ويتمركزون على الأسطح.
* هجمات بأفغانستان
ويأتي الهجوم في الوقت الذي صعد فيه مقاتلو طالبان عملياتهم في مناطق مختلفة من أفغانستان بما في ذلك إقليم هلمند الاستراتيجي الجنوبي حيث يهددون عاصمته لشكركاه.
وقال مسؤولون إن مقاتلي طالبان الذين يتمركزون الآن على الناحية الأخرى من نهر هلمند أمام وسط مدينة لشكركاه سيطروا يوم الاثنين أيضا على منطقة ناوا إلى الجنوب من المدينة فتسببوا في سقوط ضحايا وقتلوا قائد الشرطة المحلية.
واستمر القتال العنيف أيضا على طول الطريق السريع المؤدي إلى ترين كوت عاصمة إقليم ارزكان إلى الجنوب فيما أثار هجوم لطالبان في الثامن من سبتمبر أيلول مخاوف من سقوط آخر مثلما حدث مع قندوز العام الماضي.
ووجه سقوط قندوز العام الماضي إحدى أقوى الضربات للحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب منذ انسحاب القوات الدولية في نهاية 2014.
وتنطلق يوم الثلاثاء في بروكسل أعمال مؤتمر للشركاء الدوليين لأفغانستان ويستمر يومين حيث من المتوقع أن تتم الموافقة على تمويل الحكومة بمليارات الدولارات على مدى الأعوام الأربعة المقبلة.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير سها جادو)