رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - قال نادي الأسير الفلسطيني يوم الجمعة إنه تم التوصل لاتفاق ينهي إضراب الصحفي الفلسطيني المعتقل في إسرائيل محمد القيق عن الطعام والمستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وأكدت أسرة القيق ومحاموه أنه وافق على أن ينهي إضرابه عن الطعام. وتتهم إسرائيل القيق بالانتماء إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتحتجزه إداريا دون توجيه اتهام رسمي له.
واحتجزت القوات الإسرائيلية القيق في نوفمبر تشرين الثاني وكان يعالج في مستشفى بشمال إسرائيل حين أنهى إضرابا عن الطعام استمر 94 يوما.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان مقتضب إن "اتفاقا تم بشأن قضية الأسير القيق المضرب عن الطعام منذ 94 يوما ضد اعتقاله الإداري."
وأوضح النادي في بيانه أن "الاتفاق يفضي عمليا إلى إنهاء معركته التي خاضها ضد اعتقاله الإداري."
ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية بعد تفاصيل الاتفاق لكن أسرة القيق ومحاموه قالوا إنه سيبقى في المستشفى حتى يتعافى وسيطلق سراحه عند انتهاء مدة الاحتجاز في 21 مايو أيار وإن الاحتجاز لن يجدد.
لكن الجيش الإسرائيلي قال إن القيق بعد إنهاء إضرابه سيبقى رهن الاحتجاز حتى 21 مايو أيار عندما تتم مراجعة موقفه "لتحديد ما إذا كانت هناك معلومات جديدة أو ملابسات أمنية تتطلب تمديد احتجازه."
والقيق محتجز بموجب ما يعرف "بالاحتجاز الإداري" وهي ممارسة ترجع أصولها إلى الانتداب البريطاني في فلسطين وتسمح باحتجاز المعتقل لما يصل إلى 60 يوما دون أن توجه له أي اتهامات أو يطلع على الأدلة المقدمة ضده ويمكن تجديد الاحتجاز بأمر من المحكمة.
ويبدو أن الاتفاق مع القيق مماثل لحالات سابقة وافقت فيها إسرائيل على الإفراج عن مضربين عن الطعام تحتجزهم دون توجيه اتهامات لهم.
وفي الأسبوع الماضي عبرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان عن قلقها على القيق الذي يرفض تناول أي طعام أو تلقي العلاج الطبي وشجبت الاحتجاز الإداري.
وتقول إسرائيل إن الاحتجاز دون محاكمة ضروري لمنع مزيد من العنف في قضايا لا توجد فيها أدلة كافية تسمح بإحالتها للمحكمة أو في قضايا يهدد فيها اللجوء للقضاء بالكشف عن هوية مخبرين سريين.
وقالت المحكمة الإسرائيلية العليا إنه يشتبه بضلوعه في أنشطة متشددة وإن له صلات مع عناصر من حماس في غزة.
وقالت المحكمة بعد الاطلاع على معلومات سرية "هو باختصار نشط من حماس ضالع في إرهاب المتشددين."
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الصحفي (33 عاما) وهو أب لاثنين يعمل في تلفزيون المجد المملوك لسعوديين وإنه ملاحق لأسباب سياسية. ولم توجه إسرائيل أي اتهامات محددة ضده.
وأشادت فصائل فلسطينية ومسؤولون بالاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الجمعة ووصفته بأنه انتصار على سياسة الاحتجاز الإداري الإسرائيلية.
وطبقا لهيئة السجون الإسرائيلية هناك حاليا 600 فلسطيني محتجزون إداريا.
وفي وقت سابق من الشهر علقت المحكمة الإسرائيلية العليا أمر احتجاز القيق قائلة إنه لا يشكل خطرا وشيكا نظرا لحالته الصحية. لكن القيق رفض إنهاء إضرابه عن الطعام إلى أن يلغى أمر الاحتجاز نهائيا.
(شارك في التغطية علي صوافطة من رام الله ونضال المغربي في غزة - إعداد سلمى محمد للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)