برلين (رويترز) - احتج نشطاء يمينيون في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا على عمل من صنع فنان سوري يهدف لإظهار التضامن مع أهل حلب وقالوا إنه يُقلل من شأن ذكرى قصف المدينة الألمانية في الحرب العالمية الثانية.
ووضع النصب المكون من ثلاث حافلات منتصبة عموديا في ساحة أمام كنيسة فراونكيرشه (كنيسة السيدة العذراء) التي دمرتها القاذفات البريطانية والأمريكية في الحرب العالمية الثانية وأعيد بناؤها كرمز للمصالحة.
ويستلهم العمل الفني مشهدا من عام 2015 عندما نصب مقاتلون من المعارضة في المدينة السورية ثلاث حافلات عموديا لحماية شارع من قناصة الحكومة.
وهو جزء من إحياء الذكرى 72 لإبادة معظم دريسدن بالقنابل الحارقة في فبراير شباط 1945 قبل ثلاثة أشهر من نهاية الحرب في أوروبا.
وقتلت الغارات 25 ألف شخص ودمرت كنائس وقصورا تاريخية ولا تزال تثير الاستياء في دريسدن مهد حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب المناهضة للمسلمين والتي حشدت نحو 20 ألف مؤيد للمشاركة في مسيرات أسبوعية نظمتها في 2015.
وردد نشطاء يمينيون صيحات استهجان أثناء حديث رئيس بلدية دريسدن ديرك هيلبرت في مراسم الافتتاح يوم الثلاثاء وهتفوا قائلين "قمامة!" و"اخرج من هنا!" و"خائن!". وتقول وسائل إعلام ألمانية إنه تلقى تهديدات بالقتل.
وقال الفنان مناف حلبوني وهو ألماني من أصل سوري لتلفزيون رويترز إن الاحتجاج أصابه بالصدمة.
وقال "الهدف من هذا النصب هو دعم الحوار بين الناس حتى يتسنى لنا جميعا مناقشة القضايا معا ومحاولة حل المشكلات معا."
ويقول على موقعه الإلكتروني إن عمله يربط بين معاناة الناس في سوريا وفي أوروبا "ولكن أيضا الأمل في إعادة الإعمار والسلام".
ووصف فرع دريسدن من حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للمهاجرين النصب بأنه "إهانة لمواطني دريسدن". وشهد الحزب قفزة في شعبيته منذ أن تدفق أكثر من مليون لاجئ كثير منهم من سوريا في العامين الماضيين على البلاد.
وفي الشهر الماضي أثار عضو كبير في حزب البديل من أجل ألمانيا انتقادات في دريسدن بقوله إن نصبا تذكاريا لضحايا محرقة النازي في برلين فضيحة وإنه ينبغي إعادة كتابة كتب التاريخ للتركيز على الضحايا الألمان.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)