من توفان جومروكو وتوماس إسكريت
أنقرة/روتردام (رويترز) - قالت تركيا يوم الأحد لهولندا إنها سترد "بأشد الطرق" بعد أن منع وزيران تركيان من التحدث في روتردام في خلاف بشأن الحملات السياسية التي تقوم بها أنقرة بين المهاجرين الأتراك.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان هولندا شريك بلاده في حلف شمال الأطلسي بأنها "فلول للنازيين" وتصاعد الخلاف إلى واقعة دبلوماسية كبيرة مساء السبت مع منع الشرطة وزيرة الأسرة التركية من دخول قنصلية بلادها في روتردام.
وتجمع المئات من المحتجين الذين راحوا يلوحون بالأعلام التركية في الخارج مطالبين برؤية الوزيرة.
واستخدمت الشرطة الكلاب ومدافع المياه في وقت مبكر من صباح الأحد لتفريق الحشد الذي رشقها بالزجاجات والحجارة. وقال شاهد من رويترز إن الشرطة ضربت بعض المحتجين بالهراوات.
وبعد أقل من يوم على منع السلطات الهولندية طائرة وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو من الهبوط في روتردام قالت وزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول صيان قايا على تويتر إنها اقتيدت عائدة إلى الحدود الألمانية.
وأضافت "يتعين على العالم أن يتخذ موقفا باسم الديمقراطية ضد هذا العمل الفاشي! هذا التصرف ضد وزيرة لا يمكن قبوله على الإطلاق."
وأكد رئيس بلدية روتردام أن الشرطة رافقتها إلى الحدود الألمانية.
وذكرت صحيفة حريت يوم الأحد أن قايا استقلت طائرة خاصة من مدينة كولونيا الألمانية عائدة إلى اسطنبول.
وقالت الحكومة الهولندية التي تتجه لخسارة كبيرة لصالح حزب السياسي المناهض للإسلام خيرت فيلدرز في انتخابات الأسبوع الجاري إنها تعتبر الزيارات غير مرغوب فيها وإنه "لا يمكن لهولندا التعاون مع الحملات السياسية العامة للوزراء الأتراك في هولندا."
وقالت الحكومة إن زيارات من هذا القبيل من شأنها أن تصدر الانقسامات إلى الأقلية التركية في هولندا التي تضم مؤيدين ومعارضين لإردوغان. وعبر ساسة هولنديون من مختلف ألوان الطيف السياسي عن دعمهم لقرار رئيس الوزراء مارك روته حظر الزيارات.
وفي بيان صدر في وقت مبكر يوم الأحد قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم يوم الأحد إن أنقرة قالت للسلطات الهولندية إنها سترد "بأشد الطرق" وإنها "سترد بالمثل على هذا التصرف غير المقبول".
وقالت وزارة الخارجية التركية إنها لا تريد عودة السفير الهولندي لدى أنقرة من عطلة "لبعض الوقت". وأغلقت السلطات التركية السفارة الهولندية في أنقرة والقنصلية في اسطنبول ردا على ما قامت به سلطات هولندا فيما يبدو وتجمع المئات هناك احتجاجا على التحركات الهولندية.
ويتطلع إردوغان إلى العدد الكبير من المهاجرين الأتراك الذين يعيشون في أوروبا لاسيما في ألمانيا وهولندا لمساعدته في تحقيق الفوز في الاستفتاء الذي يجري الشهر المقبل والذي سيمنح الرئاسة صلاحيات جديدة واسعة النطاق.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها ستبذل كل ما في وسعها لمنع أي امتداد للتوترات السياسية التركية إلى ألمانيا. وألغيت أيضا تجمعات تركية مزمعة في النمسا وتجمع في سويسرا بسبب هذا النزاع المتصاعد.
وأشار إردوغان إلى تهديدات من الفصائل الكردية والإسلامية ومحاولة الانقلاب التي وقعت في يوليو تموز كسبب للتصويت بنعم على سلطاته الجديدة. ولكنه استغل أيضا الخلاف المفعم بالعواطف مع أوروبا لتصوير تركيا على أن حلفاءها خذلوها في الوقت الذي تواجه فيه حروبا على حدودها الجنوبية.
ومنعت الحكومة الهولندية تشاووش أوغلو من حضور تجمع يوم السبت في روتردام لكنه قال إنه سيتوجه إلى هناك على أي حال.
وكان تشاووش أوغلو قد مُنع من حضور اجتماع مماثل في هامبورج الأسبوع الماضي ولكنه تحدث بدلا من ذلك من القنصلية التركية. واتهم وزير الخارجية التركي هولندا بمعاملة المواطنين الأتراك الكثيرين هناك وكأنهم "رهائن" وعزلهم عن أنقرة.
وأضاف قبل ساعات من حظر رحلته المزمعة إلى روتردام "إذا كان ذهابي سيزيد التوترات فلنقل هذا..إنني وزير خارجية وبإمكاني الذهاب إلى أي مكان أريده."
تهديد بالعقوبات
وهدد تشاووش أوغلو بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية صارمة إذا رفض الهولنديون دخوله وهو تهديد ثبت أنه حاسم بالنسبة للحكومة الهولندية.
وأشارت هولندا إلى مخاوف تتعلق بالنظام العام والأمن لسحبها حقوق الهبوط لطائرة تشاووش أوغلو. ولكنها قالت إن التهديد بفرض عقوبات جعل البحث عن حل معقول مستحيل.
وقال تشاووش أوغلو للصحفيين في اسطنبول مساء السبت إن"هذا القرار فضيحة وغير مقبول بأي شكل. إنه لا يلتزم بالممارسات الدبلوماسية."
وقال السياسي الهولندي المناهض للمسلمين فيلدرز في تغريدة على تويتر يوم السبت "إلى كل الأتراك في هولندا المتفقين مع إردوغان: اذهبوا إلى تركيا ولا تعودوا مطلقا." وأشارت استطلاعات للرأي إلى احتلال فيلدرز المركز الثاني قبل الانتخابات التي تجري يوم الأربعاء.
وقال رئيس الوزراء الهولندي روته "هذا الصباح أوضح (الوزير التركي) على التلفزيون أنه يهدد هولندا بعقوبات ونحن لا يمكننا مطلقا التفاوض مع الأتراك في ظل مثل هذه التهديدات. لذلك قررنا.. في مؤتمر عبر الهاتف أن من الأفضل له ألا يأتي."
*"فلول للنازيين والفاشيين"
وفي كلمة أمام حشد من أنصاره قال إردوغان "بإمكانكم إلغاء رحلة وزير خارجيتنا بقدر ما تريدون ولكن دعونا نرى كيف ستأتي طائراتكم إلى تركيا الآن.
"إنهم لا يعرفون دبلوماسية أو سياسة. إنهم فلول للنازيين. إنهم فاشيون."
ووصف روته تصريح إردوغان الذي شبه فيه الهولنديين بالنازيين بأنه "تصريح مجنون.
"أفهم أنهم غاضبون ولكن هذا بالطبع أسلوب غير مقبول."
ويشعر إردوغان باستياء من انتقاد الغرب لاعتقالاته الجماعية وإقالته أشخاصا تعتقد السلطات أن لهم صلة بمحاولة فاشلة قام بها عسكريون للإطاحة به.
ويؤكد أن من الواضح أن الغرب يستكثر عليه السلطات الجديدة ويسعى لتنسيق تصويت بالرفض في الاستفتاء.
وكان إردوغان قد شبه ألمانيا في الأسبوع الماضي بألمانيا النازية.
ومن المقرر أن يلقي تشاووش أوغلو كلمة أمام مهاجرين أتراك في ميس بشرق فرنسا يوم الأحد حسبما قال مسؤول في منطقة موسيل لرويترز يوم السبت. وأضاف المسؤول أنه لا توجد حاليا خطط لمنع عقد الاجتماع.
وقال عضو في رابطة الأتراك الديمقراطيين الأوروبية يوم السبت عبر فيسبوك إن وزير الخارجية التركي لن يأتي لسويسرا لحضور حدث مقرر اليوم الأحد بعد عدم العثور على موقع مناسب لعقده.
وقالت إدارة الأمن في زوريخ، التي حاولت حشد تأييد الحكومة الاتحادية في بيرن لمنع ظهور تشاووش أوغلو لكنها فشلت، في بيان مساء السبت إنها تشعر بارتياح لإلغاء الاحتشاد.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)