من ماهر شميطلي وأحمد رشيد
بغداد (رويترز) - بدأ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير زيارة نادرة إلى بغداد يوم السبت في محاولة جديدة لتحسين علاقات المملكة السنية مع العراق الذي غالبية سكانه من الشيعة.
ومن شأن تحسين العلاقات بين الرياض وبغداد تعزيز المصالحة بين الطائفتين الشيعية والسنية في العراق في الفترة التي تعقب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت حملة مدعومة من الولايات المتحدة أجبرت الدولة الإسلامية على مغادرة معظم المدن العراقية التي كانت سيطرت عليها عام 2014. وتصد الجماعة السنية المتشددة حاليا هجوما عليها في آخر معقل لها بمدينة الموصل في شمال العراق.
ومع تحسين علاقاتها مع الشيعة في العراق صارت إيران صانعة القرار الرئيسي في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية منه عام 2011.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية العراقية إن الجبير أبلغ نظيره إبراهيم الجعفري ورئيس الوزراء حيدر العبادي بأن المملكة تخطط لتعيين سفير جديد وستدعم استئناف رحلات جوية مباشرة بين البلدين.
وفي تصريحات للصحفيين عقب اجتماع مع الجعفري قال الجبير إن الرياض مستعدة للمساعدة في التغلب على الانقسام الطائفي.
وقال الوزير السعودي "المملكة تقف على مسافة واحدة من المكونات العراقية وتدعم وحدة واستقرار العراق."
وقال أحمد يونس أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بغداد لرويترز "زيارة وزير الخارجية السعودي هي محاولة لإذابة الجليد مع العراق.. من أجل موازنة الجانب الإيراني وإقناع العراق بأنه من الممكن أن يكون له دور فعال ضمن المحيط العربي."
وأضاف أن الزيارة تهدف أيضا لإرسال "رسالة تطمين إلى المكون السني بأن المملكة حريصة على أن يأخذ السنة في العراق مكانتهم الطبيعية ما بعد داعش دون إقصاء وتهميش."
ويشكو سنة العراق من الاضطهاد والتهميش عقب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003 وأطاح بصدام حسين ودفع الأغلبية الشيعية إلى السلطة.
وزارة الجبير للعراق هي الأولى لوزير خارجية سعودي منذ 1990.
وطلب العراق من السعودية تغيير سفيرها ثامر السبهان بعد أن أغضبت تصريحاته عن تدخل إيراني في الشؤون العراقية واضطهاد للمسلمين السنة السياسيين الشيعة في البلاد وقادة فصائل شيعية.
كان السبهان أول سفير تعينه المملكة إلى العراق بعدما أعادت فتح سفارتها في بغداد في ديسمبر كانون الأول 2015 بعد انقطاع دام 25 عاما.
واعتبرت إعادة فتح السفارة التي أغلقت في 1990 بعد غزو العراق للكويت بشيرا بتوثيق التعاون ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على أراض في العراق وسوريا وأعلن مسؤوليته عن هجمات بالسعودية.
وقال الجبير "السعودية تتطلع إلى بناء علاقات مميزة مع العراق... وهناك رغبة في العمل معاً في الحرب على الإرهاب."
وأضاف "الروابط التي تجمع المملكة مع العراق كثيرة جدا وهذه الزيارة تأتي لإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح."
وتابع أن هناك مصالح مشتركة كثيرة بين البلدين منها مكافحة التطرف والإرهاب فضلا عن فرص الاستثمار والتجارة بينهما.
والسعودية والعراق هما أكبر وثاني أكبر منتجين للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وكثيرا ما يتنافسان على زبائن النفط الخام لاسيما في آسيا.
وتعاون البلدان في نوفمبر تشرين الثاني لإبرام اتفاق بين أعضاء أوبك لخفض المعروض في السوق بهدف دعم أسعار النفط.
(إعداد محمد فرج ومصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)