من تومي ويلكيس
إسلام آباد (رويترز) - وصل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الخميس إلى باكستان حيث يلتقي مع مسؤولين كبار في الحكومة الباكستانية التي تسعى لنزع فتيل التوتر الطائفي بين السعودية وإيران.
وكان إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر يوم السبت قد أشعل التوتر في أنحاء الشرق الأوسط وأغضب إيران المنافس الرئيسي للرياض في المنطقة.
وقطعت عدة دول سنية متحالفة مع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران بعد أن هاجم متظاهرون السفارة السعودية في طهران.
وتسعى باكستان التي تعيش بها أقلية شيعية كبيرة لتحاشي مناصرة طرف دون الآخر في الخلاف في وقت يسعى فيه رئيس وزرائها نواز شريف للقضاء على العنف الطائفي في الداخل وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع كل من السعودية وإيران.
ويتوقع أن يلتقي وزير الخارجية السعودية عادل الجبير مع شريف ومستشاره للشؤون الخارجية سارتاج عزيز والجنرال رحيل شريف قائد الجيش في وقت لاحق يوم الخميس.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن مؤتمرا صحفيا مشتركا ألغي بعد تأخر وصول الجبير إلى البلاد في زيارته التي تستمر يومين.
وقال عزيز إن باكستان دولة صديقة لكل من السعودية وإيران وإنها ستسعى لرأب الصدع بينهما خلال زيارة الجبير.
وقال أمام البرلمان يوم الثلاثاء الماضي "باكستان تدعو لحل الخلافات بالوسائل السلمية بما يخدم مصلحة وحدة المسلمين في هذه الأوقات العصيبة."
تأتي الزيارة بعد أن نأت باكستان الشهر الماضي بنفسها عن تحالف ضد الإرهاب أعلنته السعودية وقالت إن باكستان من ضمن المشاركين فيه.
كما أحجمت باكستان عن تلبية دعوة سعودية للانضمام إلى تحالف تقوده الرياض وتسانده معظم دول الخليج العربية للتدخل في اليمن للتصدي للحوثيين المدعومين من إيران.
وقال المحلل الصحفي مشرف الزيدي من إسلام أباد إن "باكستان لا يمكنها تحمل ما تتطلع السعودية للحصول عليه" مضيفا أن باكستان ستكون الخاسر الأكبر في صدام طائفي واسع النطاق بين السنة والشيعة.
وأضاف قائلا "البراعة الحقيقية هي في (ضمان) عودته (الجبير) راضيا دون تقديم أي شيء له قد يثير استياء نظيره الإيراني."
وتسعى باكستان لتعزيز الروابط التجارية مع كل من إيران والسعودية والاستفادة من مواردهما الوفيرة من الطاقة.
وبين باكستان والسعودية تحالف وثيق قائم منذ عقود وأمضى نواز شريف فترة في المملكة في العقد الأول من هذا القرن بعد الإطاحة به في انقلاب عسكري.