بروكسل (رويترز) - قال وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس إنه لا يرى ظروفا مواتية لتعاون عسكري مع روسيا موجها بذلك صفعة إلى آمال موسكو في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة في أعقاب انتخاب ترامب.
وقال جيمس ماتيس للصحفيين بعد محادثات في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل "لسنا في وضع مناسب الآن للتعاون على المستوى العسكري. لكن زعماءنا السياسيين سيتواصلون لمحاولة إيجاد أرضية مشتركة."
ورد ماتيس على سؤال عما إذا كان يعتقد أن روسيا تدخلت في انتخابات الرئاسة الأمريكية قائلا "في الوقت الراهن لا يسعني سوى القول بأن هناك شكوكا ضعيفة للغاية في أنهم إما تدخلوا أو سعوا للتدخل في عدد من الانتخابات في الديمقراطيات."
وجاءت تصريحات ماتيس بعد وقت قصير من تعبير نظيره الروسي سيرجي شويجو عن استعداده لاستئناف التعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وفي نفس اليوم الذي قال فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن من مصلحة الولايات المتحدة وروسيا استعادة الاتصالات بين أجهزة مخابرات البلدين.
وقال بوتين مخاطبا جهاز الأمن الاتحادي الروسي (ِإف.إس.بي) "استئناف الحوار بين أجهزة المخابرات في الولايات المتحدة ودول أخرى من أعضاء حلف شمال الأطلسي يخدم مصالح الجميع."
وأضاف قائلا "من الواضح تماما أنه في مجال مكافحة الإرهاب يتعين على جميع الحكومات والجماعات الدولية المعنية العمل معا."
وقال ماتيس في اجتماع مغلق لحلف شمال الأطلسي يوم الأربعاء إن الحلف يتعين أن يكون واقعيا بشأن فرص استعادة علاقة تعاونية مع موسكو وضمان أن يكون دبلوماسيوه قادرين على "التفاوض من موقع القوة".
وأثار ذلك ردا مقتضبا من شويجو الذي نقلت عنه وكالة تاس الروسية للأنباء قوله "مساعي إقامة حوار مع روسيا من موقع القوة ستكون عقيمة."
ورد ماتيس قائلا "لا أحتاج للرد على التصريح الروسي على الإطلاق. (لكن) حلف الأطلسي كان دائما يقف في صف القوة العسكرية وحماية الديمقراطيات والحريات التي نأمل في تمريرها إلى أطفالنا."
وهذا السجال هو أحدث إشارة من إدارة ترامب إلى أن إعادة بناء الروابط مع موسكو قد يكون أصعب مما تصور الرئيس الأمريكي قبل انتخابه.
وخلصت أجهزة المخابرات الأمريكية إلى أن روسيا تسللت إلى البريد الالكتروني للحزب الديمقراطي وسربت معلومات أثناء حملة الانتخابات الرئاسية في إطار جهودها لتعزيز فرص ترامب في الفوز في الانتخابات التي جرت في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.
وتزايدت المخاوف بشأن مدى التدخل الروسي بدرجة كبيرة منذ أن أجبر ترامب مستشاره للأمن القومي مايكل فلين على الاستقالة يوم الاثنين.
واستقال فلين بعد الكشف عن أنه بحث العقوبات الأمريكية على روسيا مع السفير الروسي لدى الولايات المتحدة قبل تولي ترامب السلطة وانه ضلل بعد ذلك نائب الرئيس مايك بنس بشأن هذا الحديث.
وتكتسب تحقيقات الكونجرس في التدخل الروسي المزعوم قوة دافعة أكبر بعد أن ضغط المحققون على أجهزة المخابرات وإنفاذ القانون من أجل السماح لهم بالاطلاع على وثائق سرية.
ويحقق مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) وأجهزة مخابرات أمريكية مختلفة في عمليات تجسس روسية في الولايات المتحدة.
وينظرون أيضا في اتصالات في روسيا بين ضباط مخابرات روس أو غيرهم تربطهم صلات بحكومة الرئيس فلاديمير بوتين وأشخاص على صلة بترامب أو حملته الانتخابية.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)