من توفان جومروكجو وآيلا جين ياكلي
دياربكر/أنقرة (رويترز) - قال مسؤولون ومصادر أمنية إن ثمانية أشخاص بينهم خمسة أطفال أصيبوا عندما سقطت صواريخ أطلقت من أراض سورية خاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية على بلدة كلس التركية الحدودية يوم الخميس.
والهجوم على كلس هو الأول منذ اجتاح معارضون سوريون مدعومون من تركيا شمال سوريا الشهر الماضي لطرد التنظيم من شريط على الحدود مع تركيا. وجرى تنفيذ العملية التي أطلقت عليها تركيا اسم "درع الفرات" بعد أشهر من الهجمات على كلس سوت مناطق من البلدة بالأرض.
وقال الجيش التركي إن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذت 20 غارة جوية ضد أهداف للدولة الإسلامية في شمال سوريا يوم الخميس "وحيدت" 40 مسلحا.
وأضاف في بيان "استمرت الاشتباكات حتى الساعة 1800 (1500 بتوقيت جرينتش) بين المعارضة (السورية) ... وعناصر جماعة داعش الإرهابية الذين نفذوا هجوما واسعا لاستعادة مناطق كانوا قد فقدوها."
وتابع أن سلاح الجو التركي شن أيضا غارات على أهداف للدولة الإسلامية فدمر خمسة مبان في حين أصيب ستة من قوات المعارضة في هجوم بسيارة ملغومة لتنظيم الدولة الإسلامية شمال شرق بلدة أعزاز.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لصحفيين في أنقرة "دخلنا سوريا لأن هذه الصواريخ تدمر الممتلكات والأرواح. نريد تعزيز الأمن." وقال رئيس الوزراء إن ستة أشخاص أغلبهم أطفال أصيبوا في الهجوم الأول.
وقال الجيش التركي إن صاروخين أطلقا من منطقة خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في سوريا ضربا كلس في بادئ الأمر. وقال الجيش إنه تعقب مصدر الصاروخين بالرادار ورد بإطلاق النار.
وبعد ذلك بساعتين ضرب صاروخ آخر كلس وقال الجيش إنه رد بقصف جوي. وقال الجيش في بيان "إنه جرى تحييد الكثير من أهداف داعش."
وقالت مصادر أمنية إن شخصين آخرين أصيبا بجروح طفيفة في الموجة الثانية من إطلاق الصواريخ.
وقال حسن كارا رئيس بلدية كلس إن ستة على الأقل من المصابين مواطنون سوريون. وتؤوي كلس الكثير من اللاجئين السوريين.
ومنذ يناير كانون الثاني الماضي قتلت هجمات صاروخية عبر الحدود 21 شخصا وأصابت 80 في كلس وفقا لما ذكرته مصادر أمنية.
وسوت صواريخ بعض مناطق البلدة بالأرض وأثارت غضبا ضد الحكومة التركية التي يقول بعض السكان إنها أخفقت في حمايتهم. وفي إبريل نيسان استخدمت الشرطة قنابل الغاز لتفريق العشرات من المحتجين بعد هجوم بصاروخ أدى لمقتل شخص وإصابة 26 آخرين.
*درع الفرات
وتوغلت دبابات تركية هذا الشهر داخل سوريا من إقليم كلس في إطار عملية "درع الفرات" التي ساعدت فيها أنقرة مقاتلي المعارضة في سوريا على طرد الدولة الإسلامية من شريط بطول 90 كيلومترا على الحدود مع تركيا.
والحملة التي بدأت في أغسطس آب تهدف أيضا لوقف تقدم مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية التي تراها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.
ورغم ما حققته المعارضة السورية المدعومة من أنقرة من مكاسب سريعة في سوريا إلا أنهم سيطروا على شريط ضيق من الأراضي تقع خلفها مناطق تابعة للتنظيم.
وكان الرئيس التركي طيب إردوغان قال في وقت سابق إن بمقدور تحالف المعارضة المؤلف من سوريين عرب وتركمان يقاتلون تحت لواء الجيش السوري الحر توسيع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرتهم في شمال سوريا بالزحف جنوبا ومهاجمة بلدة الباب الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية.
وقال إردوغان إن "المنطقة الآمنة" بالنسبة لتركيا قد تبلغ مساحتها في النهاية خمسة آلاف كيلومتر مربع مقارنة بنحو 900 كيلومتر حاليا.
وتسعى تركيا منذ فترة طويلة لفرض منطقة "آمنة" أو "منطقة حظر طيران" على طول حدودها مع سوريا بهدف طرد تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد ووقف موجة الهجرة.
ويحجم الغرب حتى الآن عن تنفيذ الفكرة ويقول إنها ستحتاج قوة برية قوية وطائرات للقيام بدوريات.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20160922T121506+0000