من حميرة باموق وشموس جاكان
ديار بكر (تركيا) (رويترز) - احتشد أتراك من الأكراد يوم السبت تعبيرا عن الحزن والاحتجاج في موقع انفجارين أسفرا عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 200 آخرين في تجمع انتخابي فيما عبر كثيرون عن غضبهم من الرئيس رجب طيب إردوغان قبل الانتخابات البرلمانية المقررة يوم الاحد.
ووقع الانفجاران اللذان وصفهما إردوغان بأنهما "استفزاز" يستهدف تقويض السلام فيما كان الآلاف يحتشدون لدعم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في مدينة ديار بكر أكبر مدن جنوب شرق البلاد حيث توجد أغلبية كردية.
وذكرت مصادر أمنية لرويترز إنه تم جمع كرات صغيرة ومسامير وأجزاء معدنية أخرى من اسطوانة غاز لاستخدامها كأدلة تحت إشراف ممثلي الادعاء لكن لم تحدد هوية أي مشتبه به.
وقالت مصادر طبية إن أكثر من 200 شخص سعوا للحصول على العلاج. وقال مسؤول في جماعة كردية سياسية إن الانفجارين اسفر عن إصابة أكثر من 300 شخص.
وذكر شاهد أن الحشود هتفت "إردوغان قاتل" فيما سار المئات ونقلوا لافتة كتب عليها "السلام رغم كل شيء" إلى موقع الانفجارين.
وانضم المئات إلى موكب سيارات في طريقه إلى جنازة صبي يبلغ من العمر 16 عاما. ولوح بعض المارة بعلامة النصر وهتفوا "الشهداء لا يموتون" و"يا حزب العدالة والتنمية.. ستدفع ثمن هذا".
وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إن "يدا قذرة استفزازية" استهدفت الديمقراطية نفسها.
* سحق "مفزع"
قال شاهد عيان يدعى جاي مارتن وهو مصور بريطاني لرويترز إن الانفجارين وقعا بفارق زمني نحو خمس دقائق وإن الانفجار الأول كان في سلة للمهملات فيما وقع الثاني أمام مولد للكهرباء. وبعد الانفجارين رأى مارتن شخصا فقد ساقه وآخرين مصابين بشظايا.
وأضاف أن دوي أحد الانفجارين "زلزل القلوب والصدور... الأمر المفزع هو سحق الناس. كانت هناك فوضى ولم أستطع التحرك وكان الناس مذعورين."
وقال شهود إن الشرطة أطلقت مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود بعد الانفجارين.
ودعا رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دمرداش أنصاره إلى التحلي بالهدوء. وكان من المقرر أن يلقي كلمة أثناء التجمع.
وتشدد الإجراءات الامنية في التجمعات الانتخابية لحزب الشعوب الديمقراطي. واشتبك قوميون مع أنصار الحزب في تجمع انتخابي لدمرداش بمدينة أرضروم في شمال تركيا. وقال دمرداش إن حزبه تعرض لأكثر من 70 هجوما خلال الحملة الانتخابية.
واتهم إردوغان الحزب الموالي للأكراد بأنه واجهة لحزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح عام 1984 وبدأ حركة تمرد راح ضحيتها 40 ألف شخص.
وأطلق زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان وأنقرة محادثات سلام قبل أكثر من عامين.