أعلنت شركة "مشيرب العقارية" اليوم عن تعيينها لائتلاف يتكون من شركة "كاريليون" (قطر) المحدودة، و"شركة قطر للبناء" كمقاول بناء رئيسي لمرحلة مهمة من مشروعها "مشيرب قلب الدوحة". وبموجب هذه الاتفاقية، سيقوم المشروع المشترك "كاريليون - قطر للبناء" CQBC بتنفيذ واستكمال كافة أعمال البنية الهيكلية والإنشاءات للمرحلة (1- ب) ضمن المشروع.
ويمثل إرساء هذا العقد، الذي تبلغ قيمته 2.37 مليار ريال قطري (395 مليون جنيه إسترليني) خطوة مرحلية هامة في تطوير مشروع "مشيرب قلب الدوحة". وتتألف المرحلة الأولى B من 15 مبنى، وتتضمن أول فنادق العلامة التجارية العالمية "ماندرين أورينتال" في قطر، الذي يضم 158 غرفة و91 شقة فندقية، بالإضافة إلى برجين تجاريين يضمان 52 وحدة تجارية؛ و12 مبنى سكنياً تضم ما مجموعه 180 وحدة سكنية.
بهذه المناسبة قال المهندس عيسى بن محمد المهندي، الرئيس التنفيذي لشركة "مشيرب العقارية": "مع إرساء هذا العقد، نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً في ترجمة خططنا الطموحة في تجديد قلب الدوحة. ولا شك بأن أهمية ’مشيرب قلب الدوحة‘ تتعدى مجرد كونه مجموعة من الأبنية، بل ويمثل هذا المشروع الرائد مجتمعاً حضرياً متكاملاً، يتماشى في المضمون والأهداف مع رؤية قطر الوطنية 2030 الرامية إلى تحقيق الاستدامة الشاملة، وعلى كافة الأصعدة".
وأضاف المهندس المهندي: "تماشياً مع التزامنا بمفاهيم التنمية المستدامة، سوف تلتزم ’CQBC‘ بإنجاز المشروع وفقاً لأفضل معايير التصاميم الصديقة للبيئة. وحالما يتم الانتهاء من هذه الأبنية المستدامة في المرحلة ( 1- ب)، سيكون استهلاكها للموارد أكثر انخفاضاً مقارنة مع الأبنية العادية، لتؤمّن مناخاً صحياً على الصعيدين المعيشي والعملي لساكنيها. هذا وتمثل المشاريع المشتركة بين المقاولين العالميين والمحليين جزءاً من استراتيجيتنا للمساعدة في تطوير وتنمية القدرات والخبرات المحلية".
وستلعب القدرات والمزايا الرائدة لشركة "كاريليون" في تقديم الحلول المستدامة العالمية المستوى دوراً محورياً في إنجاز المشروع، بما يلبي أهداف "مشيرب العقارية" بالحصول على تصنيف "بلاتيني إلى ذهبي" بموجب نظام "LEED" لتصنيف الأبنية الخضراء من المجلس الأمريكي للأبنية الخضراء.
وقال السيد جون مكدونوف، الرئيس التنفيذي لشركة "كاريليون" معلقاً على منح هذا العطاء: "يسعدنا للغاية توسعة أطر نشاطاتنا في قطر واختيارنا لإنجاز واستكمال هذا المشروع الرائد، ما يعد مساهمة أساسية نفتخر بها في جهود إعادة تجديد قلب مدينة الدوحة. ونتطلّع قدماً للتعاون الوثيق مع ’مشيرب العقارية‘ في تقديم رؤية مستقبلية تضمن تحقيق أعلى معايير الاستدامة البيئية، وهو التوجه الذي يركز عليه هذا المشروع التطويري الرائد منذ انطلاقته".
وعلق المدير التنفيذي لشركة قطر للبناء، السيد علي مصطفوي، قائلاً: "لا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نتقدم بجزيل الشكر إلى شركة مشيرب العقارية التي أتاحت لنا فرصة العمل والمساهمة في تطوير هذا المشروع الضخم، الذي يقدم نموذجاً مثالياً لكيفية توظيف الهندسة المستدامة لتطوير مشروع تجديد حضاري يحافظ على الثقافة القطرية".
والجدير بالذكر أنه تم البدء في أعمال البناء في مشروع مشيرب في يناير 2010، وتتضمن المرحلة (1-أ) منه الأرشيف الوطني ومبنى للديوان و الحرس الأميري. وسوف تتالى المراحل الخمس للمشروع من عام 2012 حتى 2016 مع الحفاظ على العديد من المواقع التراثية و التي تشمل عدداً من المنازل التي تعود إلى مطلع القرن الماضي.
يعد "مشيرب قلب الدوحة" مشروعاً عمرانياً رائداً يهدف إلى تجديد الوسط التجاري القديم لمدينة الدوحة من خلال لغة معمارية جديدة في موقع تبلغ مساحته 31 هكتاراً (76 إيكر). وسيجمع المشروع بين الملامح الجمالية للتراث المعماري القطري والتقنيات الحديثة مع التركيز على مفاهيم الاستدامة والتناغم مع البيئة المحيطة. يهدف المشروع إلى إيجاد نمط حياة متجذر في الثقافة القطرية وتحفيز الناس للعودة إلى مركز المدينة من خلال تحقيق مجتمع متكامل تتوفر فيه جميع الخدمات.
وتعتبر الاستدامة من أهم العناصر التي يلتزم بها المشروع سواءً من حيث الحفاظ على الموارد الطبيعية أو جودة التصاميم، والهدف من وراء ذلك هو تأسيس مركز مدينة قطري عصري يستمد جذوره من التقاليد العريقة ويراعي العناصر البيئية. ويسعى المشروع إلى تشجيع المجتمع المحلي على إعادة اكتشاف القيم الاجتماعية المميزة وروح التآخي التي لطالما اشتهر بها المجتمع القطري.
وبعد التوسع المدني الذي نشهده في عصرنا هذا، يعود المشروع بنا إلى فكرة إيلاء الاهتمام الأكبر للأفراد، والتطور والعصرنة في المقام الثاني في هذا المجتمع المزدهر الذي ينمو بوتيرة متسارعة، بالتزامن مع تزايد كبير في رغبة الناس بممارسة النشاطات الخارجية في الهواء الطلق، وفي أجواء صحية. ويتيح مشروع مشيرب قلب الدوحة حلاً بديلاً واقعياً فريداً من نوعه يغني عن قضاء الوقت في المباني المكيفة المصنوعة من الفولاذ والزجاج.