افتتحت مؤشرات الأسهم الأمريكية في وول ستريت آخر جلسات هذا الأسبوع على تغيرات طفيفة في مجملها إيجابية في أعقاب صدور بيانات سوق العمل الأمريكي لشهر تشرين الأول/أكتوبر والتي أوضحت تسارع وتيرة التوظيف في وظائف القطاعات عدا القطاع الزراعي والقطاع الخاص بصورة فاقت التوقعات بالتزامن مع ارتفاع معدلات البطالية لنسبة 7.3%.
ناهيك عزيزي القارئ عن تسارع نمو الدخل الشخصي خلال أيلول/سبتمبر لنسبة 0.5% بخلاف التوقعات عند نسبة 0.3%، في حين أن وتيرة الإنفاق قد شهدت تباطؤ النمو لنسبة 0.2% خلال الشهر ذاته متوافقة بذلك مع التوقعات، هذا ونترقب سوياً صدور القراءة الأولية لمؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين والتي قد تظهر ارتفاعاً لما قيمته 74.5 مقابل 73.2 في القراءة السابقة لشهر تشريت الأول/أكتوبر.
على صعيد أخر لنا موعد اليوم الجمعة مع بين بيرنانكي محافظ بنك الاحتياطي الفدرالي في تمام الساعة 02:30 مساءا بتوقيت نيويورك تحت عنوان "أزمة: الأمس واليوم" وفقاً لنقاش "ردود أفعال السياسات تجاه الأزامات" في العاصمة واشنطون ضمن المؤتمر السنوي لأبحاث صندوق النقد الدولي، وذلك وسط شغف المستثمرين لأي تلميحات من برينانكي تجاه مستقبل اعتماد تحفيز الاحتياطي الفدرالي في أعقاب البيانات الاقتصادية التي توضح أن أكبر اقتصاد في العالم يسلط الطريق الصحيح نحو التعافي المرجو له، ما يدعم التكهنات حيال التزامه بالجدول الزمني الذي أعرب عنه في حزيران/يونيو الماضي.
الجدير بالذكر أن أي تلميحات من قبل بيرنانكي تجاه تقليص التحفيز في وقت لاحق من العام الجاري تأكيداً على تصريحاته السابقة بأن البنك سوف يقلص برنامج شراء السندات من ما قيمته 85$ مليار شهرياً بحلول نهاية العام الجاري قبل العمل على سحب الخطط الثالثة من سياسات التخفيف الكمي بحلول منتصف العام المقبل 2014، قد يثقل بشكل أو بأخر على شهية المخاطرة عند المستثمرين مع تقليص التحفيز التي ساهمت في تحقيق مؤشرات الأسهم الأمريكية لمتويات قياتسية جديدة مؤخراً.
نظراً لكون النظرة المستقبلية لأداء أكبر اقتصاد في العالم على المدى القصير والمتوسط لا تزال محفوفة بالمخاطر عقب تأجيل مباحثات ميزانية الحكومة الفدرالية ومعضلة سقف الدين لمنتصف كانون الأول/ديسمبير وفقاً للتمديد الأخير لجولات الصارع بين المعسكرين الجمهوري والديمقراطي في تشرين الأول/أكتوبر إلي مطلع العام المقبل 2014.
ناهيك عزيزي القارئ عن كون البيانات الاقتصادية التي نشهدها حالياً لم تظهر بعد تابعيات الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية في مطلع الشهر الماضي بشكل جلي على القراءات والبيانات الاقتصادية والذي كبدت أكبر اقتصاد في العالم نحو 24$ مليار ما أسفر عن خفض تقيدرات نمو الربع الجاري بنسبة 0.6% لنبسة 2.4% من نسبة 3.0% للربع الرابع، وذلك بالتزامن مع ما شهدنه يوم أمس الخميس من إظهر القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي تسارع وتيرة نمو الاقتصاد الأمريكي لنسبة 2.8% مقابل 2.5% خلال الرابع الثاني نظراً لزخم وتيرة التعافي في مطلع الربع السابق من العام الجاري.
هذا وقد تابعنا خلال الآونة الاخيرة توقعات المحللين تجاه بقاء أعضاء اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح على مشتريات البنك من سندات الرهن العقاري عند ما قيمته 40$ مليار شهرياً مع البقاء على مشتريات البنك من سندات الخزانة عند 45$ مليار شهرياً حتى آذار/مارس المقبل، بالتزامن مع البقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها التاريخية المتدنية بين نسبة الثبات عند مستويات الصفر ونسبة 0.25% حتى منتصف عام 2015، وذلك ضمن جهود الاحتياطي الفدرالي لدعم زخم التعافي المرجو لأكبر اقتصاد في العالم، خاصة في أعقاب الإغلاق الجزئي للحكومة وتفاقم معضلة سقف الدين العام الامركي.
بخلاف ذلك نود الأشارة لكون تسارع وتيرة نمو الوظائف في القطاعات الأمريكية عدا القطاع الزراعي خلال الشهر الماضي، جاء مدعوماً بعمل أرباب الأعمال على تعين عمالة جديدة لمواكبة موسم العطلات والأعياد الأمريكية بحلول نهاية العام الجاري، وذلك بالتزامن مع تسريح نحو 825 ألف موظف فدرالي لنحو 16 يوم مدة الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية خلال الشهر الماضي، ما قد نشهد تابعياته لاحقاً على مستقبل تعافي سوق العمل الأمريكي الذي يعد محور إقدام الاحتياطي الفدرالي على تفعيل الخطط الثالثة من سياسته التحفيزية مستهدفاً خفض معدلات البطالة لنسبة 6.5% مع البقاء على الضغوط التضخمية دون نسبة 2.5%.
وبالحديث عن أداء الأسهم الأمريكية في مطلع تداولات جلسة اليوم، فقد شاهدنا ارتفع أسهم شركة Priceline.com Inc. بنسبة 2.8% عقب كشفها عن مبيعاتها التي فاقت التوقعات، كما ارتفعت أسهم شركة Gap Inc. بنسبة 6.8% عقب رفعها لتوقعاتها لأرباح بصورة فاقت التوقعات، في حين ارتفعت أسهم Groupon Inc.. بنسبة 7.1% عقب كشفها عن تكبدها لخسائر دون التوقعات.
هذا وقد ارتفع مؤشر الدولار والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني، ليتداول حاليا عند مستويات 81.37 محققا أعلى مستوى له خلال اليوم عند 81.39 منذ افتتاح تداولاته عند مستويات 80.89 ومحققا أدنى مستوى له خلال اليوم عند 80.78.
على الصعيد الأخر فقد انخفضت أسعار الذهب لتتداول حاليا عند مستويات 1,281.65$ للأونصة بالمقارنة مع المستويات الافتتاحية عند 1,309.45$ للأونصة، كما استقرت أسعار النفط أدنى مستويات الافتتاحية لتتداول حالياً عند مستويات 94.39$ للبرميل، بالمقارنة مع مستوياته الافتتاحية عند 94.48$ للبرميل.
وكنتيجة لذلك كله فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية لتكون أكثر القطاعات من حيث إضافة النقاط إلي مؤشر الداو جونز الصناعي هي القطاع المالي وقطاع المواد الأساسية، إلى جانب أسهم قطاع الرعاية الصحية على التوالي، كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بقيادة أسهم القطاع المالي وقطاع الغاز والنفط، إلى جانب أسهم قطاع الراعية الصحية.
هذا و قد حقق مؤشر الداو جونز الصناعي ارتفاعاً بواقع 12.45 نقطة أي بنسبة 0.08% ليصل إلى 15,606.43 نقطة، أما مؤشر ال S&P 500 فقد ارتفع بوقع 2.52 نقطة أي بنسبة 0.14% ليصل إلى 1,749.67 نقطة، كما ارتفع مؤشر الناسداك المجمع بواقع 15.59 نقطة أي 0.40% ليصل إلى 3,872.93 نقطة. (البيانات مسجلة في تمام الساعة 9:53 صباحاً بتوقيت نيويورك).