من ميشيل نيكولز
الأمم المتحدة (رويترز) - عبر مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء عن قلقه من مخاطر تدهور الوضع الإنساني في شمال شرق سوريا وهروب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لكنه لم يتطرق إلى الهجوم التركي على فصيل كردي سوري متحالف مع الولايات المتحدة في المنطقة والذي بدأ قبل أسبوع.
واتفق مندوبو الدول الأعضاء بالمجلس على البيان المقتضب بعد اجتماع مغلق هو الثاني منذ بداية العملية التركية التي أجبرت عشرات الآلاف من المدنيين على النزوح وأثارت تساؤلات بشأن مصير الآلاف من مقاتلي الدولة الإسلامية في السجون الكردية.
ولم يتطرق المجلس لمسألة شمال شرق سوريا بعد اجتماعه يوم الخميس الماضي. وتصدر بيانات المجلس بالإجماع وقال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا آنذاك إن المجلس ينبغي "أن يضع في حسبانه جوانب أخرى من الأزمة السورية وليس العملية التركية فحسب".
وبعد اجتماع يوم الأربعاء، دعت الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وبلجيكا بشكل منفصل تركيا لوقف الهجوم. لكن بيان مجلس الأمن لم يتضمن هذه الدعوة.
وقال مندوب الصين لدى الأمم المتحدة تشانغ جون للصحفيين "الصين تدعو لإنهاء فوري للأعمال العسكرية التركية. مباحثات مجلس الأمن مستمرة بشكل أو بآخر لذا دعونا نعمل باتجاه الحل الصحيح".
وذكر نيبينزيا أن مجلس الأمن لم يبحث الدعوة لوقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا. واستخدمت روسيا حليفة دمشق حق النقض 13 مرة لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن الدولي منذ بداية الحرب السورية في 2011 ولطالما دعت الولايات المتحدة لسحب قواتها من سوريا.
وقال نيبينزيا للصحفيين "الجانب التركي أبلغنا بأنه سيحترم سيادة ووحدة الأراضي السورية. نتفهم مخاوف تركيا على الأمن القومي لكننا نعتقد أن العملية التي تشنها ينبغي أن تكون متناسبة مع أهدافها المعلنة".
وأجبر الهجوم التركي الولايات المتحدة على سحب قواتها من شمال سوريا. وسارعت قوات الحكومة السورية بدعم من روسيا وإيران للتقدم نحو الأراضي التي كانت القوات الأمريكية تسير دوريات فيها.
وقالت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة كيلي كرافت بعد اجتماع المجلس إن الولايات المتحدة دعت تركيا إلى "التوقف عن تقويض الحملة لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية والتوقف عن تعريض المدنيين للخطر وعن تهديد السلام والأمن والاستقرار في المنطقة ووقف عمليتها وإعلان وقف فوري لإطلاق النار".
وعبر مجلس الأمن "عن قلقه البالغ من خطر انتشار الإرهابيين من بين أعضاء الجماعات التي تصنفها الأمم المتحدة بأنها إرهابية، بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك عن قلقه البالغ من خطر زيادة تدهور الوضع الإنساني".
وبررت تركيا تحركاتها بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة والتي تتضمن الحق الفردي والجماعي في الدفاع عن النفس من هجوم مسلح. وأبلغت المجلس في رسالة الأسبوع الماضي أن عمليتها العسكرية في شمال سوريا ستكون "متناسبة ومدروسة ومسؤولة".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)