من جيفري هيلر
القدس (رويترز) - قال جاريد كوشنر المستشار البارز بالبيت الأبيض إن واشنطن تريد أن تنتظر إسرائيل لما بعد انتخاباتها المقررة في الثاني من مارس آذار قبل أن تقوم بأي تحرك نحو ضم مستوطنات الضفة الغربية.
جاء هذا في مقابلة عبر الفيديو مع (جي. زيرو ميديا) التابعة لمؤسسة (أوراسيا جروب) لتحليل المخاطر السياسية، ونشرت على الإنترنت يوم الخميس. وكوشنر من المشاركين في وضع خطة السلام الأمريكية التي رحبت بها إسرائيل ورفضها الفلسطينيون.
وفي ذات المقابلة عبّر كوشنر أيضا عن الاستياء الأمريكي من الفلسطينيين، الذين رفضوا الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء، واتهمهم "بلعب دور الضحية" وتفويت فرصة لإقامة دولة.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أشاد بالخطة الأمريكية، قال للصحفيين يوم الثلاثاء إنه سيطلب من مجلس الوزراء الأسبوع المقبل الموافقة على تطبيق القانون الإسرائيلي بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
ومثل هذه الخطوة يمكن أن تكون خطوة أولى نحو ضم المستوطنات رسميا، إلى جانب غور الأردن في الضفة الغربية، وهي مناطق أبقتها إسرائيل تحت الاحتلال العسكري منذ السيطرة عليها في حرب عام 1967 ويريدها الفلسطينيون ضمن دولتهم المستقبلية.
وتعتبر معظم الدول أن المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي التي انتُزعت خلال الحرب انتهاك للقانون الدولي. وعدّل ترامب من السياسة الأمريكية بما يبدد مثل هذه الاعتراضات.
وردا على سؤال عن احتمال بدء إسرائيل عملية ضم قريبا ربما في مطلع الأسبوع المقبل، قال كوشنر وهو زوج ابنة ترامب "فلنرى ماذا سيحدث". وأضاف "نأمل أن ينتظروا لما بعد الانتخابات وسنعمل معهم لمحاولة الوصول إلى شيء".
وأوضح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى يرافق نتنياهو في طريق عودته إلى إسرائيل يوم الخميس أن طرح القضية على الاجتماع المقبل لمجلس الوزراء، والذي يعقد عادة يوم الأحد، غير ملزم.
وقال للصحفيين على الطائرة "القضية قيد النظر".
وأوضح المسؤول أن إسرائيل فهمت في البداية أن بإمكانها إعلان السيادة على مرحلتين: الأولى تتعلق بالأرض الواقعة بوضوح داخل مخطط خريطة الضفة الغربية في الخطة الأمريكية ويمكن إعلان السيادة عليها فورا، والثانية تتعلق بالمناطق الأكثر تعقيدا.
لكنه قال إن الأمريكيين فضلوا وضع خريطة كاملة ونهائية قبل أن تتخذ إسرائيل إجراءات الضم. وأضاف "نحن نعمل عليها".
ودعا كوشنر، في المقابلة، الزعماء الفلسطينيين إلى "تأييد الخطة أو الصمت" قائلا إن لديهم الآن "فرصة ذهبية" ليساعدوا شعبهم.
ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة ترامب بأنها تمثل هجوما على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
ويعتزم عباس أن يتحدث في مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوعين المقبلين عن خطة السلام الأمريكية.
وتتصور خطة ترامب حلا قائما على دولتين تعيش بموجبه إسرائيل ودولة فلسطينية جنبا إلى جنب، لكن بشروط صارمة يرفضها الفلسطينيون.
وتمنح الخطة إسرائيل الكثير مما سعت إليه طويلا، بما في ذلك اعتراف الولايات المتحدة بمستوطناتها المقامة بالضفة الغربية وبالسيادة على غور الأردن. وتقضي الخطة بأن تخضع دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبحدود يعاد رسمها لسيطرة إسرائيلية على أمنها بينما تحصل هذه الدولة على مناطق في الصحراء مقابل أراض خصبة يستوطنها إسرائيليون.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)