🌎 انضم إلى 150+ ألف مستثمر من 35+ دولة يمكنهم الوصول إلى اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع عوائد تفوق السوقفعِل الآن

الأزمة تدفع اللبنانيين للهجرة أملا في مستقبل أفضل

تم النشر 19/02/2020, 18:27
© Reuters. الأزمة تدفع اللبنانيين للهجرة أملا في مستقبل أفضل

من عصام عبد الله وعلاء كنعان

بيروت (رويترز) - كانت فكرة الرحيل تراود خيال حبيب رحال منذ عام 2018 بعد أن سئم من الأوضاع السياسية المضطربة في لبنان. لكن القشة التي قصمت ظهر البعير وضيقت عليه الخناق جاءت في اللحظة التي عجز فيها العام الماضي عن سحب أموال من البنك بسبب أزمة مالية وطنية.

    كثف رحال جهود البحث عن وظيفة في الخارج حتى عثر على عمل في ألمانيا.

غادر مصمم المنتجات الرقمية بيروت متوجها إلى برلين هذا الشهر، مسلحا بالإصرار على بناء حياة جديدة والحلم بمستقبل أفضل لينضم إلى موجة متزايدة من اللبنانيين الذين دفعتهم الأزمة إلى السفر للخارج.

    وقال رحال الشاب البالغ من العمر 27 عاما وهو يحزم حقيبته إن السفر في العادة فكرة مثيرة للانزعاج فيحاول الناس إقناع المسافر بالعدول عن قراره لكن الأمر في لبنان على النقيض من ذلك إذ يبارك الناس للمسافرين هذه الأيام.

وأوضح "نقطة كتير غريبة بالبلد هون (هنا).. إنه عادة إذا حدا فالل (مسافر) بتكون متضايق.. أو عم تجرب تقنعه لا أو كذا.. بلبنان بتصير بالقلب... أول شي بيقولوا لك مبروك إنك فالل من البلد.. حتى لو تارك أصحابك وتارك الناس إللي كل يوم بتكون معن.. حتى بالنسبة للأشخاص إللي انت مرتبط معن بعلاقة.. بتكون نفس الخبرية إنه فل بعدين منرجع منظبطا هونيك.. بس الأولوية فل من هون".

ويُنظر على نطاق واسع إلى الأزمة الاقتصادية في لبنان على أنها الأشد وطأة والأكثر حدة منذ الاستقلال عن فرنسا وتجاوزت في السوء أي أزمة عانت منها البلاد خلال الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

    وظلت نار الأزمة تحت الرماد لفترة طويلة، حتى تفجرت إلى السطح وبلغت ذروتها العام الماضي عندما تباطأ تدفق رأس المال إلى البلاد واندلعت شرارة الاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة التي يُنحى عليها باللائمة في الفساد الحكومي وسوء الإدارة على مدار عقود.

وفرضت البنوك قيودا مشددة على السحب والتحويلات للخارج فيما تراجعت الليرة وسرحت شركات موظفين فيها وخفضت الأجور. وتقلص الاقتصاد بنسبة 7 في المئة العام الماضي، وفقا لتقدير وزير الاقتصاد السابق.

    وفي الوقت الذي لا تظهر فيه نقطة ضوء في نهاية النفق، يفكر كثيرون في الأماكن التي يمكنهم الذهاب إليها. ولدى كثير من اللبنانيين، بما في ذلك بعض من ذوي المهارات العالية، جوازات سفر ثانية، مما يسهل عليهم المغادرة.

    كان رحال يحلم بالتغيير، وشارك في الاحتجاجات التي اندلعت في أكتوبر تشرين الأول عندما حاولت الحكومة المثقلة بالديون فرض ضريبة على مكالمات تطبيق واتساب. لكنه لم يضع بين أمتعة السفر الأوشحة التي كان يرتديها في المظاهرات.

    وقال إنه يطوي هذه الصفحة و"بحط كل شي ورا ضهري".

    ويعيش شقيقه بالفعل في ألمانيا ووالده في نيجيريا. وتتقدم أخته بطلب للهجرة إلى كندا وترغب والدته أيضا في المغادرة.

    وأثناء وداعها له في المطار، قالت صديقة رحال إنها تعتزم اللحاق به في ألمانيا. وقالت دانا نعمة التي تبلغ من العمر 27 سنة "مستقبلنا حيكون برا مش حيكون هون. ما في إلنا شي هون... ماحدا بيترك البلد وبيكون مبسوط.. ما حدا بيترك أهله ورفقاته وبيكون مبسوط إلا إذا هو مضطر".

    ويشتهر لبنان بالفعل بجاليات الشتات الكبيرة في دول مثل البرازيل وكندا وأستراليا بالإضافة إلى بعض الدول الإفريقية. وينحدر كثيرون من أعضاء هذه الجاليات من نسل لبنانيين فروا من أزمات أو صراعات سابقة في المنطقة.

    وقال نسيب غبريل، وهو كبير الاقتصاديين في بنك بيبلوس، إن الهجرة جزء من تاريخ لبنان مضيفا أنه لا توجد أرقام رسمية عن الهجرة.

© Reuters. الأزمة تدفع اللبنانيين للهجرة أملا في مستقبل أفضل

    وقال إن مبعث القلق هو أن الشباب أو بعضهم يرون أنه "لا مستقبل لهم في هذا البلد".

(شارك في التغطية توم بيري - إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.