من عصام عبد الله
الناقورة (لبنان) (رويترز) - جرت محادثات غير مسبوقة بين لبنان وإسرائيل يوم الأربعاء بشأن حدودهما البحرية المتنازع عليها في اجتماع قصير وصفه كبير المفاوضين اللبنانيين بأنه "خطوة أولى في مسيرة الألف ميل".
توسطت في المحادثات واشنطن التي سعت على مدى سنوات لإجراء مفاوضات لحل الخلاف المتعلق بالحدود البحرية. وتوسطت واشنطن مؤخرا في إبرام اتفاقات مع دولتين خليجيتين لإقامة علاقات مع إسرائيل.
وهون لبنان وإسرائيل من التوقعات الخاصة باجتماع يوم الأربعاء الذي انعقد قرب حدودهما البرية.
وانفض الاجتماع بعد قرابة الساعة واتفق الجانبان على الاجتماع مرة أخرى في غضون أسبوعين. وتلك المحادثات هي الأولى التي تعقد بشأن الحدود البحرية المتنازع عليها بين البلدين.
ووصفت الولايات المتحدة والأمم المتحدة المحادثات في بيان بأنها كانت بناءة. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن الوفد الإسرائيلي سيستمر في المحادثات "لإتاحة الفرصة للعملية".
وجاء إعلان الاتفاق على إجراء المحادثات بعد أسابيع من تكثيف واشنطن الضغط على حلفاء جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران وفرضها عقوبات على مسؤول بارز من حركة أمل الشيعية، حليف حزب الله الرئيسي.
ويقول حزب الله، الذي خاض حربا مع إسرائيل لأكثر من شهر في عام 2006، إن المحادثات ليست مؤشرا على عملية صنع سلام.
ونقل الجيش عن العميد الركن بسام ياسين الذي قاد فريق التفاوض اللبناني قوله "لقاؤنا اليوم سوف يطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر ويشكل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل نحو ترسيم الحدود الجنوبية.
"وانطلاقا من مصلحة وطننا العليا نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة".
* مياه غنية بالغاز؟
عرقل الخلاف على الحدود البحرية أعمال التنقيب عن النفط والغاز بالقرب من خط الحدود المتنازع عليه.
وتنتج إسرائيل الغاز من حقول بحرية ضخمة غير أن لبنان الذي لم يكتشف بعد احتياطيات من الغاز في مياهه يحتاج إلى سيولة مالية من المانحين لأنه يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من 1975 إلى 1990.
ومما زاد من حدة الانهيار المالي انتشار وباء كوفيد-19 وانفجار هائل دمر مساحات كبيرة من بيروت في أغسطس آب وأسفر عن مقتل قرابة 200 شخص.
واستضافت اجتماع يوم الأربعاء الأمم المتحدة التي تراقب الحدود البرية منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 بعد احتلال استمر 22 عاما.
وقالت مصادر لبنانية في البداية إن الجولة المقبلة من المحادثات ستعقد في 28 أكتوبر تشرين الأول الجاري. لكن بيانا صدر عن مكتب الرئيس اللبناني ميشال عون قال إنها ستعقد قبل ذلك الموعد بيومين في 26 أكتوبر تشرين الأول.
وقبل ساعات من انعقاد الاجتماع انتقدت جماعة حزب الله وحركة أمل تشكيل فريق التفاوض اللبناني وطالبتا بتغييره بما يضمن اقتصار المشاركة فيه على المسؤولين العسكريين. وقالت الرئاسة اللبنانية إن المحادثات لن تتطرق سوى لجوانب فنية.
جاءت المحادثات بعد موافقة الإمارات والبحرين على إقامة علاقات كاملة مع إسرائيل بموجب اتفاقات توسطت فيها الولايات المتحدة لإعادة تنظيم صفوف بعض من أقرب حلفائها في الشرق الأوسط في مواجهة إيران.
(إعداد منير البويطي وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)