بيروت (رويترز) - قالت الرئاسة اللبنانية يوم الأربعاء إن الرئيس ميشال عون أرجأ ولمدة أسبوع مشاورات التكتلات النيابية التي تستهدف اختيار رئيس للوزراء يتولى تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد.
وستكون مهمة الحكومة الجديدة معالجة أسوأ أزمة اقتصادية تمر بها البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وكان من المقرر أن يعقد عون المشاورات يوم الخميس وكان من المتوقع أن يُقيّم خلالها مدى قدرة سعد الحريري، القيادي السني، على حشد التأييد بما يحقق أغلبية في البرلمان لتشكيل حكومة.
لكن اثنين من أبرز الساسة المسيحيين عبرا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عن تحفظهما على اختيار الحريري. واستقال الحريري من رئاسة الوزراء قبل عام إثر احتجاجات حاشدة.
وانزلقت البلاد إلى أتون أزمة مالية طاحنة وشهدت تراجعا حادا في قيمة الليرة اللبنانية. وزادت جائحة كوفيد-19 وانفجار مرفأ بيروت الضخم قبل شهرين من تفاقم الأزمة ودفع ذلك الكثير من اللبنانيين إلى هاوية الفقر.
واقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خريطة طريق للإصلاح كشرط لتقديم مساعدات دولية بمليارات الدولارات. وتعهد الحريري بدعم الخطة الفرنسية.
وقالت الرئاسة إن عون أرجأ المشاورات لمدة أسبوع حتى 22 أكتوبر تشرين الأول، مضيفة أن ذلك جاء بناء على طلب بعض الكتل النيابية لبروز صعوبات تستوجب العمل على حلها.
وقال مكتب نبيه بري، رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل الشيعية، في بيان صدر بعد دقائق من إعلان الرئاسة إن بري يعارض أي تأجيل للمشاورات.
وفي وقت سابق يوم الأربعاء، قال السياسي اللبناني سمير جعجع إنه لن يرشح أحدا لرئاسة الحكومة الجديدة خلال مشاورات رسمية لشغل المنصب. ويمثل حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه جعجع ثاني أكبر كتلة مسيحية في البرلمان.
كما انتقد السياسي اللبناني المسيحي جبران باسيل، الذي يتزعم التيار الوطني الحر وهو أكبر كتلة مسيحية في لبنان، وحلفاؤه يوم الثلاثاء الحريري لطرحه نفسه لرئاسة حكومة لتنفيذ المبادرة الفرنسية.
(تغطية صحفية إلين فرنسيس ودومينيك إيفانز - إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)