من فرانسوا ميرفي
فيينا (رويترز) - تبحث الشرطة النمساوية عن مشتبه بهم يوم الثلاثاء بعد أن قتل مسلح واحد على الأقل أربعة عندما فتح النار في وسط فيينا ليل الاثنين.
وقتلت الشرطة بالرصاص مهاجما، كان يضع حزاما ناسفا اتضح أنه غير حقيقي، وعرفته السلطات بأنه متشدد سبق أن دخل السجن يبلغ من العمر 20 عاما وقالت إنها لا تستبعد وجود مهاجمين آخرين ما زالوا طلقاء.
وتعهد المستشار النمساوي سيباستيان كورتس في كلمة بثها التلفزيون بتعقب "هؤلاء الناس بكل السبل المتاحة. سنلاحق الجناة ومن يقفون خلفهم".
وقال إن رجلا وامرأة من كبار السن وشابا من المارة ونادلة قتلوا بدم بارد وإن بعضا من 14 مصابا يصارعون الموت.
وقال كورتس "هجوم الأمس كان بوضوح هجوما إرهابيا إسلاميا... هذا ليس صراعا بين المسيحيين والمسلمين أو بين النمساويين والمهاجرين. لا، إنه صراع بين الكثيرين الذين يؤمنون بالسلام وبين قلة (لا تؤمن به). إنها حرب بين التحضر والهمجية".
وقال وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر إن المهاجم الذي قتلته الشرطة هو كوجتيم فيض الله ويبلغ من العمر 20 عاما.
وقالت وزارة الداخلية إن فيض الله يحمل جنسيتي النمسا ومقدونيا الشمالية صدر عليه حكم بالسجن 22 شهرا في أبريل نيسان عام 2019 لمحاولته السفر إلى سوريا للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية وأفرج عنه مبكرا في ديسمبر كانون الأول.
وقال نيهامر إن فيض الله رفع صورة على حسابه على إنستجرام تظهره مع سلاحين يعتقد أنه استخدمهما في الهجوم. ولم يرد أي إعلان للمسؤولية عن الهجوم.
* آخر ليلة قبل فرض حظر التجول
وصف شهود التجمعات التي أطلقت عليها النار في الحانات بأنها لأشخاص انتهزوا فرصة الليلة الأخيرة قبل فرض حظر تجول في البلاد للخروج.
وقال نيهامر ليل الاثنين إن مهاجما واحدا على الأقل ما زال طليقا. وفي صباح يوم الثلاثاء بدا أن المسؤولين يهونون من شأن هذا الافتراض قائلين إنه مجرد احتمال لكنهم لا يستبعدونه.
وقال المسؤولون إن المهاجم كان مسلحا ببندقية آلية ومسدس وسكين. وقال نيهامر لوكالة الأنباء النمساوية إن الشرطة فتشت 15 عقارا.
ونقلت وسائل الإعلام النمساوية عن الشرطة قولها إنها اعتقلت اثنين في بلدة سانت بولتن المجاورة.
وقال حاخام فيينا شلومو هوفمايستر الذي كان شاهدا على هجوم ليل الاثنين إنه رأى مهاجما واحدا لكنه لا يستبعد وجود آخرين.
وقال لتلفزيون رويترز "رأيت شخصا واحدا، رأيت تسجيلات فيديو ولست واثقا من أنه نفس الشخص. من الصعب للغاية التعرف على شخص رأيته لمدة ثانية واحدة".
قال متحدث باسم الشرطة إن نحو ألف ضابط يشاركون في حملة البحث. ويتولى الجيش حراسة المواقع الحساسة بالمدينة لتفريغ الشرطة للحملة.
وأعلنت الحكومة الحداد ثلاثة أيام ودعت إلى دقيقة صمت في الثانية عشر ظهرا.
وأغلقت الشرطة أغلب المنطقة التاريخية بوسط فيينا ليل الاثنين وحثت الناس على الاختباء في أماكنهم. ولجأ كثيرون إلى الحانات والفنادق في حين أوقفت المواصلات العامة حتى الصباح.
وظلت بعض جيوب وسط المدينة مغلقة صباح يوم الثلاثاء واستجاب العديد من السكان لدعوات البقاء في المنازل.
وكتب أوسكار دويتش زعيم الطائفة اليهودية في النمسا، التي تتجاور مكاتبها مع المعبد اليهودي في شارع ضيق تملأه الحانات، على تويتر أنه ليس واضحا ما إذا كان المستهدف هو المعبد والمكاتب المجاورة له، وقال إنها كانت مغلقة في ذلك الوقت.
* تسجيلات مرعبة
أظهرت لقطات مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي مسلحا يجري في شارع مرصوف وأظهر مقطع آخر مسلحا يطلق النار على شخص خارج ما بدا أنها حانة في الشارع الذي يقع به المعبد اليهودي ثم عاد مرة أخرى ليطلق النار على الجريح.
ولم تشهد النمسا في السنوات الأخيرة ذلك النوع من الهجمات الواسعة النطاق التي حدثت في باريس وبرلين ولندن.
وتواترت التعازي من الزعماء من مختلف أرجاء العالم. وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر يقول "هذه الهجمات الشريرة على الأبرياء يجب أن تتوقف. الولايات المتحدة تقف مع النمسا وفرنسا وأوروبا بأسرها في محاربتها للإرهابيين بما في ذلك إرهاب التطرف الإسلامي".
وأدان جو بايدن مرشح الرئاسة الأمريكية الديمقراطي ما وصفه بالهجوم "الإرهابي المروع" وأضاف "يجب أن نوحد صفوفنا في مواجهة الكراهية والعنف".
وأشاد أنصار تنظيم الدولة الإسلامية يوم الثلاثاء بالهجوم على تطبيق تلجرام للتراسل.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)