من كاثرين هوريلد
نيروبي (رويترز) - قالت إثيوبيا يوم الأربعاء إن جنودا من إقليم تيجراي ضمن قوات حفظ السلام بالصومال تم نزع أسلحتهم في قضية أمنية، مما يثير الشكوك حول قدرة القوات على محاربة المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وقالت مصادر دبلوماسية وأمنية في وقت سابق إنه تم نزع سلاح ما بين 200 و300 من عرق التيجراي.
وبدأت القوات الإثيوبية القتال ضد قوات من إقليم تيجراي الشمالي في وقت سابق من الشهر الجاري في أعقاب ما وصفته الحكومة بأنه هجوم مباغت شنته الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على قوة تابعة للحكومة المركزية بالإقليم.
ويلعب الجيش الإثيوبي الذي يعتبر الأكثر فعالية في منطقة القرن الأفريقي دورا كبيرا في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال. وأرسل الجيش الإثيوبي كذلك قوات بترتيبات ثنائية.
ويمكن لعملية نزع السلاح أن تضعف قدرة القوات على محاربة حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في وقت يستعد فيه الصومال لإجراء انتخابات برلمانية الشهر المقبل وانتخابات رئاسية في فبراير شباط، حسبما يقول خبراء. ويفكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا في سحب مئات من الجنود الأمريكيين قبل يناير كانون الثاني.
وقال مصدر أمني لرويترز "ماذا تفعل عندما تكون قائدا لقوة وتجد أن 200 أو 300 جندي لديك لا يستطيعون خوض معركة بسبب العرق الذي ينتمون إليه؟".
ويقول زعماء التيجراي إن الحكومة الإثيوبية متحيزة ضد الإقليم وهو اتهام نفته الحكومة مرارا.
وقالت رسالة نصية وصلت لرويترز من مهمة عمل حالة الطوارئ، وهي هيئة أنشئت للتعامل مع صراع تيجراي، "لا يجري نزع سلاح جنود حفظ السلام بسبب عرقهم ولكن بسبب تسلل عناصر من جبهة تحرير شعب تيجراي داخل هيئات مختلفة، وهو ما يتناوله تحقيق جار". ولم يتم تقديم مزيد من المعلومات.
وفي وقت سابق، قالت أربعة مصادر أمنية ودبلوماسية لرويترز إن بين الذين نُزعت أسلحتهم جنودا موجودين في الصومال وفق ترتيبات ثنائية وآخرين ضمن قوات الاتحاد الأفريقي.
ولم ترد قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي على اتصالات ورسائل بطلب التعليق.
وتسهم إثيوبيا، التي تشترك في حدود طويلة سهلة الاختراق مع الصومال، بحوالي 4000 من أصل 17000 جندي تحت إمرة الاتحاد الأفريقي، ولها حوالي 15000 جندي إضافي في الصومال بترتيبات ثنائية وهذا العدد يفوق نظيره من أي دولة أخرى.
وقالت ثلاثة مصادر لرويترز إن إثيوبيا سحبت أيضا عددا صغيرا من جنودها المتمركزين في الصومال وفق ترتيب ثنائي، لكنها قررت عدم تنفيذ انسحاب كبير. ولم ترد الحكومة على طلبات للتأكيد. وفي الأسبوع الماضي قال متحدث باسم مهمة العمل إن الهجوم في تيجراي لن يدفع إثيوبيا لسحب قوات حفظ السلام من الخارج.
ولم يتضح ما إذا كان الجنود الذين تم سحبهم من التيجراي أم أنهم جنود آخرون في طريقهم لإعادة انتشار محتملة في صفوف قوات الحكومة في إقليم تيجراي.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أقال الاتحاد الأفريقي مفوض السلم والأمن جبرجزيابير مبراتو ملس، وهو إثيوبي من التيجراي، بعدما أعربت وزارة الدفاع الإثيوبية عن قلقها منه.
وانسحبت القوات الأمريكية بالفعل من قاعدتين في الصومال الشهر الماضي، وينظر ترامب في سحب معظم الجنود الباقين.
يتولى كثير من الجنود الأمريكيين في الصومال البالغ عددهم نحو 700 تدريب القوات الخاصة الصومالية ودعمها لمطاردة وقنص كبار قادة حركة الشباب.
ونفذت حركة الشباب هجمات دموية على مدنيين في أنحاء شرق أفريقيا، بما في ذلك هجوم على قاعدة عسكرية أمريكية في كينيا أسفر عن مقتل ثلاثة أمريكيين في وقت سابق من هذا العام. وتعد القوة الخاصة الصومالية البالغ عدد أفرادها 850 جنديا أشد قوة قتالية من ناحية الفعالية في الصومال. ومن المتوقع زيادة عدد أفرادها إلى حوالي 3000.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20201118T143549+0000