أديس أبابا/جنيف (رويترز) - اتهم الجيش الإثيوبي مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس يوم الخميس بمحاولة شراء أسلحة وحشد الدعم الدبلوماسي للحزب السياسي المهيمن في إقليم تيجراي الذي يقاتل القوات الاتحادية.
وقال رئيس أركان الجيش الجنرال برهانو جولا في بيان بثه التلفزيون "هذا الرجل عضو في تلك المجموعة ومجرم" ودعا لعزله من منصبه لكنه لم يقدم أي دليل على اتهاماته.
ونفى تيدروس في تغريدة نشرها مساء يوم الخميس الانحياز لأي طرف في الصراع في بلده ودعا كل الأطراف هناك إلى العمل من أجل السلام وسلامة المدنيين.
وقال تيدروس المنتمي لعرقية تيجراي "وردت تقارير تلمح إلى أنني منحاز في هذا الموقف. هذا ليس صحيحا وأريد أن أقول إنني مع جانب واحد فقط ألا وهو جانب السلام".
وقال دبلوماسيون غربيون في جنيف إن غياب أي أدلة على ارتكاب أي مخالفة لن يعجل بإصدار حكم أو اتخاذ إجراء ضد تيدروس في المنظمة الدولية.
ويأتي الاتهام في وقت تتعرض فيه المنظمة لضغوط كبيرة في محاولاتها لتنسيق الجهود العالمية لمواجهة جائحة مرض كوفيد-19 بعد أن جمدت الولايات المتحدة، أكبر مموليها، مدفوعاتها بسبب خلاف حول الصين. وتتزايد حالات الإصابة والوفاة بالمرض مرة أخرى في العديد من دول العالم.
وعمل تيدروس وزيرا للصحة ووزيرا للخارجية في حكومة ائتلافية سابقة بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي من 2005 إلى 2016. وحكمت الجبهة البلاد لعشرات السنين بوصفها أقوى تكتل في الائتلاف إلى أن تولى رئيس الوزراء أبي أحمد منصبه قبل عامين.
ومنذ ذلك الحين ضم أبي الأحزاب الإقليمية الثلاثة الأخرى إلى حزبه لكن الجبهة رفضت الانضمام.
واتهم برهانو يوم الخميس تيدروس باستغلال مكانته الدولية للحصول على دعم دبلوماسي وسلاح للجبهة.
وقال "يبذل ما في وسعه لدعمهم، نظم حملات لحمل الدول المجاورة على إدانة الحرب. عمل على تسهيل وصول السلاح لهم".
وتابع "حاول حشد الناس باستخدام مكانته الدولية للحصول على الدعم للجبهة".
ولا تكفي اتهامات إثيوبيا، التي لم يجر التحقق منها، لعزل تيدروس (55 عاما) الذي اختير في مايو أيار 2017 ليصبح أول مدير عام أفريقي للمنظمة.
وفي وقت سابق هذا العام أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستنسحب من المنظمة في 2021، تمشيا مع القانون الأمريكي الذي يستوجب الإبلاغ قبل عام من الانسحاب، بعد أن اتهم تيدروس بعدم بذل جهد كاف لمحاسبة الصين على ما وصفها بأنه محاولات تعتيم في بادئ الأمر على تفشي فيروس كورونا.
ورفض تيدروس الاتهامات حينها قائلا "نقف على مسافة واحدة من كل الدول".
(إعداد لبنى صبري وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)