بوينس أيرس (رويترز) - أعلن محامي الأسطورة دييجو مارادونا أن النجم الأرجنتيني، الذي كان ينظر إليه كأفضل لاعب في تاريخ كرة القدم قبل أن تتضرر مسيرته بإدمان المخدرات والكحوليات، توفي في منزله يوم الأربعاء عن عمر 60 عاما نتيجة إصابته بأزمة قلبية.
وصار مارادونا معشوقا للجماهير في بلاده بعد أن قاد الأرجنتين للفوز بكأس العالم 1986 وفي إيطاليا بعد قيادة نابولي للتتويج بلقبين في دوري الدرجة الأولى الإيطالي واحتفظ بموهبة استثنائية وشخصية جذابة.
وتوفي بعد أربع سنوات على وفاة أحد أبطاله السياسيين وهو الزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو وبعد 15 عاما على وفاة لاعب موهوب آخر عاش حياة مضطربة مثله وهو جورج بيست.
وعانى مارادونا في الآونة الأخيرة من أزمات صحية وخضع لجراحة طارئة لعلاج تجمع دموي بالمخ قبل أسابيع.
وذكرت مصادر مقربة من مارادونا أنه أصيب بأزمة قلبية في منزله بضواحي بوينس أيرس يوم الأربعاء وأعلن المحامي وفاته.
وبدأت مراسم الحداد في شوارع بوينس أيرس لتوديع الابن المفضل للبلاد واحتشد المواطنون في حي سان أندريس الذي عاش فيه وفي لابلاتا حيث عمل مؤخرا هناك مدربا لفريق خيمناسيا ئي اسجريما.
وأعلنت الحكومة الأرجنتينية الحداد لثلاثة أيام وقال الرئيس ألبرتو فرنانديز في تغريدة "صعدت بنا إلى أعلى نقطة بالعالم وجعلتنا في سعادة غامرة. أنت الأعظم على الإطلاق. شكرا على وجودك معنا دييجو وسنفتقدك طيلة حياتنا".
وفي الأرجنتين كان يوصف مارادونا بأنه "إله".
وفي ضاحية فيا كريسبو في بوينس أيرس سُمعت أغنية "يد الرب" للمغني رودريجو بوينو من شرفة في إشارة إلى هدف مارادونا الذي سجله بيده في شباك انجلترا في كأس العالم 1986 في المكسيك.
وكان هذا الهدف ووصفه على رأس المواقف المثيرة للجدل في حياة مارادونا لكن هدفه الثاني في نفس المباراة كان آية في الإبداع المنفرد بعد أن استعرض مهاراته في المراوغة والتحكم في الكرة بطريقة لا مثيل لها في نظر الكثيرين.
وكان بيليه أسطورة البرازيل والذي كان يعتبر الغريم الوحيد القريب من مستوى مهارات مارادونا ضمن أسرع من كتبوا عبارات رثاء للنجم الأرجنتيني.
وقال في بيان قصير قدمه إلى رويترز عبر ممثل له "بالتأكيد في يوم ما سنركل الكرة سويا في السماء".
وعلى مستوى الأندية شق مارادونا طريقه مع بوكا جونيورز قبل اللعب في إسبانيا بقميص برشلونة ثم تحول إلى رمز في إيطاليا حين قاد نابولي لأول لقب له في الدوري على الإطلاق عام 1987.
وأنهى مسيرته بالملاعب بالعودة للأرجنتين وبوكا وقضى فترة مثيرة للجدل كمدرب لمنتخب الأرجنتين بين 2008 و2010 قبل التدريب في الإمارات والمكسيك.
ولطخت سنوات من إدمان المخدرات والكحوليات مسيرته اللامعة وصورته كرياضي رشيق وكان على حافة الموت عام 2000 بسبب مشاكل القلب الناجمة عن جرعات الكوكايين.
وأصبح مارادونا صديقا لكاسترو وتلقى العلاج في كوبا ووضع وشما للزعيم السابق تشي جيفارا كما قدم الدعم للرئيس الفنزويلي السابق هوجو تشافيز.
لكن داخل الملعب يصفه كريستيانو رونالدو نجم البرتغال بأنه "ساحر لا مثيل له".
وقال "اليوم أقول وداعا لصديق والعالم يودع هذا العبقري الخالد. أحد أفضل اللاعبين على الإطلاق وساحر لا مثيل له.
"غادر سريعا لكنه ترك إرثا بلا حدود وفراغا لن يمتلئ. ارقد في سلام أيها الساحر ولن ننساك أبدا".
(إعداد أحمد مصطفى للنشرة العربية)