أديس أبابا/جنيف (رويترز) - قالت الحكومة الإثيوبية يوم الجمعة إنها تعيد اللاجئين الإريتريين إلى المخيمات في إقليم تيجراي، في خطوة أثارت قلق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعد حرب استمرت شهرا ويُعتقد أنها أسفرت عن مقتل آلاف في الإقليم الشمالي.
وتقول الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى إن السلطات منعتها من الوصول إلى نحو 96 ألف لاجئ في تيجراي منذ اندلاع القتال في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني. وتشعر تلك الوكالات بالقلق بشأن إمدادات الغذاء والأمن بالمخيمات.
وتقول الحكومة الإثيوبية إنها هزمت بالفعل القوات الموالية للحزب الحاكم السابق في تيجراي وهو الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وإن الوضع بات آمنا للاجئين الذين فروا إلى أديس أبابا للعودة إلى المنطقة.
وذكرت الحكومة في بيان أنها تعيد اللاجئين من العاصمة أديس أبابا إلى مخيمين فروا منهما خلال القتال على مدى شهر بين الجيش وقوة متمردة في الإقليم لأن الأوضاع أصبحت آمنة ومستقرة في تيجراي في الوقت الراهن.
وقال البيان "يخرج عدد كبير من اللاجئين، الذين لديهم معلومات مغلوطة، بطريقة غير قانونية.. تعيد الحكومة هؤلاء اللاجئين بأمان إلى مخيماتهم" مضيفا أنه يتم نقل مواد غذائية إلى المخيمات.
ويقول زعماء الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إنهم يقاتلون على عدة جبهات. وقد يكون من المستحيل التحقق من مزاعم كلا الطرفين بسبب انقطاع معظم وسائل الاتصال مع تيجراي وتقييد الحكومة لمنافذ الدخول.
*استغاثات
تلقت رويترز استغاثات من لاجئين في العاصمة قالوا إنهم علموا بأمر عودتهم إلى تيجراي لكنهم يخشون من احتمال إجبارهم على العودة إلى إريتريا.
وقالت امرأة وهي تستغيث وأطفالها يبكون "من فضلكم تعالوا.. تعالوا من فضلكم، الحافلات وصلت إلى هنا!".
وقالت امرأة أخرى إن الإريتريين يواجهون عداء متزايدا من أبناء تيجراي الذين يتهمون إريتريا بإرسال قوات إلى إثيوبيا لمساعدة قوات حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد في حربها ضد الجبهة الشعبية.
وينفي البلدان ذلك رغم بيان وزارة الخارجية الأمريكية يوم الخميس الذي قالت فيه إنها تعتقد أن التقارير عن تدخل عسكري إريتري في الصراع بإثيوبيا "صحيحة".
وقال ديبرصيون جبريميكيل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في رسائل نصية لرويترز هذا الشهر إن جنودا من إريتريا أغاروا على مخيمين في تيجراي واختطفوا بعض المقيمين فيهما لكنه لم يقدم دليلا على ذلك. وتنفي إريتريا هذا الاتهام.
قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي يوم الجمعة إن المفوضية تلقت عددا "هائلا" من التقارير عن قتل لاجئين إريتريين في إقليم تيجراي الإثيوبي أو القبض عليهم أو إعادتهم قسرا إلى إريتريا خلال الشهر الماضي.
وقال جراندي في بيان "إذا تأكدت هذه الأعمال فإنها تشكل انتهاكا كبيرا للقانون الدولي".
وقال بابار بالوش المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحفي في جنيف "لم تبلغنا الحكومة أو أي جهات أخرى أو شركاء آخرون بشأن إعادة توطين مزمعة". ووصف التقارير بأنها "مقلقة". وقال "أي إعادة توطين مزمعة ستكون غير مقبولة على الإطلاق".
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي المخاوف من أن المعارك منعت وصول المساعدات للمدنيين.
وقال في بيان يوم الجمعة "الإشارة إلى أن المساعدات الإنسانية مُنعت بسبب عمليات عسكرية نشطة... داخل منطقة تيجراي غير صحيحة وتقوض.. العمل من أجل استقرار المنطقة".
(إعداد معاذ عبد العزيز وسلمى نجم للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)