🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

بين البر والبحر.. تضيع أحلام المهاجرين العالقين في ليبيا

تم النشر 17/12/2020, 13:35
© Reuters. بين البر والبحر.. تضيع أحلام المهاجرين العالقين في ليبيا

طرابلس/بنغازي (ليبيا) (رويترز) - عندما استقل عبد الله قاربا مطاطيا يكتظ بالمهاجرين في فبراير شباط ظن أنه سيصل أخيرا إلى أوروبا بعد أن واجه الأخطار في عبور الصحراء وعايش أوضاعا صعبة في ظل الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا.

كان الشاب القادم من النيجر (27 عاما) يعلم من البداية أن الرحلة محفوفة بالمخاطر فقد حصدت مياه البحر المتوسط بين ليبيا وإيطاليا أرواح الآلاف في السنوات القليلة الماضية وهم يحلمون بحياة أفضل في دول أغنى وأكثر أمنا.

لكن بعد ساعتين فحسب في البحر، أعادت سفن عسكرية مجموعة القوارب الصغيرة، التي يديرها مهربو البشر، إلى ليبيا حيث واجه عبد الله العنف وإساءة المعاملة.

يقول عبد الله "بكيت وبكيت... كان الفشل مريرا بعد كل هذا الجهد الشاق".

وخوفا من أن تعتقله الشرطة أو أي جماعة مسلحة طلب عبد الله ذكر اسمه الأول فقط في هذه القصة.

وتسببت جائحة فيروس كورونا في إبطاء حركة التنقلات والسفر خلال الربيع وبالتالي قلت أعداد المهاجرين الذين يحاولون العبور من ليبيا إلى إيطاليا. لكن مع مرور الأشهر عادت قوارب المهربين المتهالكة لمصارعة الأمواج مرة أخرى.

وغرق نحو ألف مهاجر وهم يحاولون عبور البحر المتوسط في 2020 وهو أقل من نحو 1800 قتلوا العام الماضي لكن عدد الوفيات بدأ يتزايد منذ أكتوبر تشرين الأول.

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن وفيات المهاجرين في البحر المتوسط ارتفعت من 117 في سبتمبر أيلول إلى 141 في أكتوبر تشرين الأول و184 في نوفمبر تشرين الثاني.

ولا تقتصر المخاطر التي يواجهها المهاجرون للوصول إلى أوروبا على البحر فقط. فليس هناك سلطة مركزية تقريبا في ليبيا منذ انتفاضة 2011 وعادة ما تسيطر جماعات مسلحة على شوارع المدن الرئيسية الكبرى.

وفي مايو أيار، اختطف مسلحون في مدينة مزدة الصحراوية 30 مهاجرا على أمل الحصول على فدية وعذبوهم وذبحوهم عندما حاول عدد قليل منهم المقاومة.

* مهربون

وكان عبد الله محتجزا في مركز احتجاز مكدس في شمال غرب ليبيا بعد فشل محاولته للهروب، ولم يكن هناك طعام يذكر أو مساحة يمكنه النوم فيها. وقال إنه بعد شهرين نجح في الفرار بعدما دفع صديقه رشوة لأحد الحراس.

وعندما حاول عبد الله القيام برحلته لثاني مرة، أوقفه مقاتلون في الطريق ونهبوا الأموال التي جناها في الشهرين السابقين لدفع ثمن الرحلة.

ويعمل الآن عامل نظافة في طرابلس وتخلى عن فكرة عبور البحر مجددا.

وحتى مجرد الوصول إلى ليبيا كان نوعا من الانتصار. فبعد دفع المال لمهرب، انضم عبد الله إلى عشرات المهاجرين الآخرين في شاحنة صغيرة قطعت الصحراء في عدة أيام حتى وصلت الحدود. وقال إن المياه كانت قليلة وتوفي اثنان من الركاب.

وما أن دخل ليبيا حتى واجه واقع بلد يعاني من الحرب.

وقال "هناك ميليشيات في كل مكان هنا. أحيانا كنت أفقد الأمل وأريد العودة فحسب إلى النيجر. اجتهد في العمل ثم يقتحم مسلحون منزلي وينهبون أموالي".

وفي مدينة بنغازي في شرق ليبيا لا يزال المواطن الصومالي عبد الرزاق ياسين عاقدا العزم على الوصول إلى أوروبا.

وبعدما ضاق ذرعا بانعدام الأمن في موطنه، مقديشو، غادر ياسين بعد مقتل والده.

وساعده مهربون في عبور الحدود إلى إثيوبيا ثم السودان قبل الوصول إلى منطقة الكفرة الصحراوية النائية في ليبيا حيث احُتجز مع المئات في مستودع بأحد المطارات قبل أن ينجح في الفرار في نهاية المطاف.

ووصل العديد من أصدقائه إلى أوروبا بالفعل ويعتزم الانضمام لهم أيا كانت المخاطر.

وقال "لا يوجد مستقبل هنا، أريد الذهاب إلى أوروبا".

© Reuters. بين البر والبحر.. تضيع أحلام المهاجرين العالقين في ليبيا

(إعداد سلمى نجم ومروة سلام للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.