من فيليب بوليلا
مدينة الفاتيكان (رويترز) - قال البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة عيد الميلاد يوم الجمعة إنه يتعين على القادة السياسيين وقادة الأعمال ألا يسمحوا لقوى السوق وقوانين براءات الاختراع بأن تكون لها الأولوية على إتاحة لقاحات فيروس كورونا للجميع منددا بالنزعات القومية "وفيروس الفردية المتطرفة".
وفي ظل انتشار الفيروس، أدلى البابا بكلمته المعتادة التي تحمل عنوان (إلى مدينة روما والعالم) من منبر داخل الفاتيكان، وبُثت عبر الإنترنت، بدلا من أن يلقيها من الشرفة المركزية بكاتدرائية القديس بطرس بحضور عشرات الآلاف.
وهيمن الوباء وما ترتب عليه من تبعات على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي على رسالة فرنسيس التي دعا فيها إلى وحدة العالم وإلى مساعدة الدول التي تتقلب في جمر الصراعات والأزمات الإنسانية.
وقال "في هذه اللحظة من عمر التاريخ، بما تحمله من أزمات بيئية واختلالات اقتصادية واجتماعية خطيرة تفاقمها جائحة فيروس كورونا، من المهم للغاية أن نعترف ببعضنا البعض كإخوة وأخوات".
وشدد على أن الصحة قضية عالمية، منتقدا فيما يبدو ما يُسمى "قومية اللقاح"، التي يخشى مسؤولو الأمم المتحدة من أن تُفاقم الجائحة إذا كانت البلدان الفقيرة آخر من يحصل على اللقاح.
وقال "أناشد الجميع، رؤساء الدول والشركات والمنظمات الدولية، أن ينشروا التعاون وليس المنافسة، وأن يجدوا حلا للجميع – اللقاحات للجميع - خاصة الأكثر ضعفا والأكثر احتياجا في جميع مناطق الكوكب".
وقال في قاعة الدعوات بالفاتيكان بحضور نحو 50 فقط من العاملين في الفاتيكان "لا بد أن تكون الأولوية للأكثر ضعفا واحتياجا".
* "الفردية المتطرفة"
قال البابا "لا يمكن أن نضع أنفسنا قبل الآخرين وأن نضع قوى السوق وقوانين براءات الاختراع قبل قوانين المحبة وصحة الإنسانية".
ومضى قائلا "لا يمكن أن ندع النزعات القومية المنغلقة تحجبنا عن العيش مثل الأسرة الإنسانية الحقيقية".
وبدا أن البابا انتقد من رفضوا ارتداء الكمامات لأنها تنتهك الحرية، وهو موقف وجد صدى كبيرا في دول مثل الولايات المتحدة.
وقال البابا "لا يمكننا أيضا أن نسمح لفيروس الأنانية المتطرفة بأن ينتصر علينا ويجعلنا لا نبالي بمعاناة الإخوة والأخوات الآخرين".
ويقضي الإيطاليون جانبا كبيرا من عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة في ظل إجراءات العزل العام. ومن شأن هذه القيود أن تمنع الزوار من الحضور إلى ساحة القديس بطرس أو الكنيسة لحضور المناسبات الباباوية التي تم نقلها إلى أماكن مغلقة.
ودعا البابا إلى السلام والمصالحة في سوريا واليمن وليبيا وناجورنو قرة باغ وجنوب السودان ونيجيريا والكاميرون وكذلك العراق الذي من المقرر أن يزوره في أوائل مارس آذار.
(إعداد أيمن سعد مسلم ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير معاذ عبد العزيز)