من أنطوان رولان
بانجي (رويترز) - بدأ الناخبون في جمهورية أفريقيا الوسطى الإدلاء بأصواتهم يوم الأحد في انتخابات رئاسية وتشريعية تجرى تحت تهديد غمامة من العنف فيما تحاول الحكومة وشركاء دوليون وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة صد تقدم المتمردين.
وصعَّدت الميليشيات المعادية للرئيس فوستان آركانج تواديرا، الذي يسعى للفوز بفترة رئاسة ثانية، هجماتها منذ رفضت المحكمة الدستورية الشهر الجاري الكثير من المرشحين بمن فيهم الرئيس السابق فرانسوا بوزيزي.
ويُنظر إلى تواديرا على أنه الأوفر حظا في الفوز بين 17 مرشحا. ومن المقرر إجراء جولة ثانية إذا لما يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.
وقال شاهد من رويترز إن بعض مراكز الاقتراع فتحت أبوابها متأخرة قليلا في ظل التشديد الأمني بعد سماع دوي إطلاق نار متفرق خلال ساعات الليل.
وقال أحد السكان إن أنباء ترددت عن إطلاق نار كثيف في الصباح الباكر يوم الأحد في بلدة بوار على بعد نحو 435 كيلومترا شمال غربي العاصمة.
وأنهكت الأزمة الكثير من المواطنين في البلد الغني بالألماس والذهب والبالغ عدد سكانه 4.7 مليون نسمة وأثارت المخاوف من العودة إلى أسوأ أعمال عنف في ماضيه الحديث بما فيه من خمسة انقلابات ووقائع تمرد عديدة منذ الاستقلال عن فرنسا في 1960.
وانتخب تواديرا رئيسا للمرة الأولى في 2016 بعد تمرد قبل ذلك بثلاث سنوات أطاح ببوزيزي، وهو يكافح لانتزاع السيطرة على مساحات شاسعة من البلاد من أيدي المليشيات المسلحة.
وأودت موجات متتالية من العنف منذ 2013 بحياة الألوف وأجبرت أكثر من مليون نسمة على الفرار من منازلهم.
واتهم تواديرا والأمم المتحدة، التي لها أكثر من 12800 جندي من قوات حفظ السلام في البلاد، بوزيزي بالوقوف خلف هجوم المتمردين الذي استولوا خلاله لفترة قصيرة على رابع أكبر مدينة في البلاد الأسبوع الماضي والذي أدى إلى موجة من الانشقاقات داخل الجيش.
ورفض القضاء ترشح بوزيزي لأنه يواجه أمر اعتقال وعقوبات من الأمم المتحدة لاتهامه بإصدار أوامر بتنفيذ اغتيالات وتعذيب أثناء وجوده في سدة الحكم. وينفى بوزيزي هذا.
ورد شركاء تواديرا الأمنيون الدوليون على أحداث العنف الأخيرة بإرسال عتاد وقوات إضافية، بينهم 300 مدرب عسكري روسي و300 من قوات حفظ السلام من رواندا.
(إعداد عبد الفتاح شريف ودعاء محمد للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)