من سوزان كورنويل
واشنطن (رويترز) - تخيم حالة من عدم اليقين على الكونجرس الأمريكي الجديد مع بدئه العمل يوم الأحد، إذ لم يُحسم بعد الحزب المهيمن على مجلس الشيوخ، وتقلصت أغلبية الديمقراطيين في مجلس النواب، في حين تسعي مجموعة من الجمهوريين لمعارضة التصديق رسميا على نتيجة الانتخابات، وهو أمر روتيني في العادة.
وخسر الديمقراطيون 11 مقعدا في مجلس النواب في انتخابات نوفمبر تشرين الثاني مما منحهم أغلبية بسيطة تتمثل في 222 مقعدا مقابل 212 مقعدا الأمر الذي يقلص فرص نانسي بيلوسي رئيس المجلس في المناورة في أول مهمة تواجهها وهي إعادة الترشح للمنصب.
وما زال مجلس الشيوخ تحت سيطرة الجمهوريين حتى تجرى انتخابات في جورجيا يوم الثلاثاء مما يعطي لأعضائه فرصة للترويج مجددا لمزاعم الرئيس دونالد ترامب بأن فوز الديمقراطي جو بايدن جاء نتيجة تزوير.
ولم تظهر عدة عمليات لإعادة فرز الأصوات الاتحادية وفي الولايات أي دليل يدعم مزاعم ترامب عن التزوير لكن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يعتزمون تحدي نتائج الانتخابات في موعد التصديق عليها يوم الأربعاء.
ومن شأن تقلص الفارق بين كفتي ميزان القوى في المجلسين هذا العام أن يشجع المعتدلين من كل من الحزبين على استعراض قوتهم خاصة بعد أن يغادر ترامب البيت الأبيض يوم 20 يناير كانون الثاني وبعد أن يتولى بايدن السلطة خاصة وأنه طرح نفسه في الانتخابات باعتباره وسطيا.
كما أن الأغلبية الديمقراطية الأقل عددا واستمرار تفشي جائحة فيروس كورونا قد يصعبان على بيلوسي (80 عاما) إعادة انتخابها للمنصب رغم أن المقربين منها يقولون إنهم على ثقة من نجاحها.
ويعني تقلص الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب عدم وجود هامش أمام المنشقين الديمقراطيين للتصويت ضد بيلوسي دون المخاطرة باحتمال فوز كيفن مكارثي زعيم الكتلة الجمهورية بمنصب رئيس المجلس بدلا منها.
وكان 15 ديمقراطيا قد صوتوا ضد تولي بيلوسي المنصب قبل عامين وقال بعضهم إن الوقت قد حان لتغيير الزعيمة التي قادت الديمقراطيين في الكونجرس منذ 2003 وتولت منصب رئيسة المجلس مرتين.
وعاد عشرة من هؤلاء إلى الكونجرس كما أن اثنين من الأعضاء الجدد التقدميين، هما جمال بومان وكوري بوش، امتنعا مؤخرا عن الإفصاح عما إذا كانا سيدعمان بيلوسي.
وقد يكون فيروس كورونا ورقة مهمة في تحديد عدد الحضور بالكونجرس يوم الأحد. فقد توفي عضو جمهوري منتخب حديثا بالفيروس الأسبوع الماضي وتأكدت إصابة عضو ديمقراطي به لينضم لعشرات الأعضاء الذين أصيبوا منذ مارس آذار الماضي.
وبسبب الفيروس سيصوت المشرعون في مجموعات مما يطيل أمد الإجراءات فقد أعلن زعماء المجلس أن إرشادات للتباعد الاجتماعي ستقيد عدد الحضور بما لا يزيد على 72 مشرعا.
وسيحظى الجمهوريون بالأغلبية في مجلس الشيوخ في الجلسة الافتتاحية يوم الاثنين.
وفي العام الماضي كان عدد الجمهوريين في مجلس الشيوخ 52 مقابل 48 ديمقراطيا والعدد الراهن 51 جمهوريا و48 ديمقراطيا. وعُينت كيلي لوفلر الجمهورية من جورجيا العام الماضي لشغل مقعد لتحل محل عضو تقاعد مبكرا. وما زالت تشغل المقعد انتظارا لانتخابات الإعادة يوم الثلاثاء.
لكن فترة ولاية الجمهوري ديفيد بيردو، وهو من ولاية جورجيا أيضا، انتهت لذلك يتعين عليه انتظار انتخابات الثلاثاء لمعرفة ما إذا كان بإمكانه الاحتفاظ بالمقعد.
وفوز جمهوري بواحد من مقعدي جورجيا أو كليهما سيكرس أغلبية الجمهوريين بزعامة ميتش ماكونيل.
أما إذا فاز ديمقراطيان بمقعدي جورجيا فستكون المقاعد قد قسمت بالتساوي، 50 و50، وسيكون لنائبة الرئيس المنتخبة كاملا هاريس، طبقا للدستور، رئاسة المجلس فور أدائها اليمين يوم 20 يناير كانون الثاني.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)