دبي (رويترز) - نشر الموقع الإلكتروني للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي صورة للاعب جولف يشبه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وتستهدفه على ما يبدو طائرة مسيرة، مرفقا بالصورة تهديدا بالثأر للقائد الإيراني الكبير قاسم سليماني الذي قتُل في هجوم أمريكي بطائرة مسيرة العام الماضي.
وظهرت الصورة للمرة الأولى في تغريدة على حساب باللغة الفارسية على تويتر تضمنت رابطا لموقع خامنئي. وحذفت تويتر هذه التغريدة يوم الجمعة قائلة إنها زائفة.
ووُضعت تحت الصورة المنشورة بالموقع الالكتروني تصريحات أدلى بها خامنئي في ديسمبر كانون الأول قبل ذكرى مقتل سليماني بالعراق في مثل هذا الشهر من العام الماضي في عملية أمر بها ترامب.
وجاء في التعليق "ليعلم القتلة ومن أمروا بالقتل أن الثأر قد يأتي في أي وقت". ووُضعت التعليقات أيضا فوق الصورة التي عرضت ظل طائرة مسيرة تحوم فوق لاعب الجولف الذي لا يظهر غيره في الصورة. ولم يرد ذكر اسم ترامب، الذي يلعب الجولف بانتظام.
وزاد التوتر بين طهران وواشنطن سريعا بعد عام 2018 عندما أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015، وكبّل قراره التالي بإعادة فرض العقوبات على إيران اقتصاد البلاد.
وردت إيران على مقتل سليماني بضربات صاروخية لأهداف أمريكية في العراق، لكن الجانبين أحجما عن الدخول في مواجهة أكبر.
وانحسر التوتر وخطر نشوب الحرب على ما يبدو بنهاية رئاسة ترامب وإعلان الرئيس الجديد جو بايدن سعي واشنطن إلى تمديد القيود النووية على إيران وتعزيزها بالسبل الدبلوماسية.
وقالت إيميلي هورن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في إدارة بايدن "مثل هذه التهديدات من جانب إيران غير مقبولة".
وأضافت ردا على طلب تعقيب "ندين بشدة هذا التصرف الاستفزازي، وسنواصل العمل مع أصدقائنا وشركائنا للتصدي لنفوذ إيران الخبيث".
وحث مايكل ماكول كبير الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي إدارة بايدن على "الرد بسرعة وبقوة على هذا التهديد الاستفزازي الموجه لرئيس سابق" ودعا تويتر إلى تعليق حساب خامنئي نهائيا.
وقال مسؤول مقرب من الدائرة الداخلية لخامنئي إن الهدف من التغريدة "كان تذكير المقامر (ترامب) بأن ترك المنصب لا يعني أنه سيكون في مأمن وأن اغتيال شهيدنا سليماني سيُنسى".
وأضاف المسؤول لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "والآن، لا تستطيع القوات الأمريكية حمايته".
* قائد قوي
كان سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، مسؤولا عن العمليات السرية في الخارج وكان يُعتبر على نطاق واسع ثاني أقوى شخصية في إيران بعد خامنئي.
وقال الجيش الإيراني ورجال الدين الذين يحكمون البلاد إن طهران ستختار متى وأين ستثأر لسليماني.
وقال محلل بطهران طلب عدم نشر اسمه إن التهديد يمكن أن يكون هدفا في ذاته، مضيفا "يبدو أن الهدف من التغريدة هو إبقاء شبح الانتقام حيا، وربما يكون هذا في حد ذاته نوعا من الانتقام".
وقالت متحدثة باسم تويتر إن الشركة علقت حساب موقع خامنئي لمخالفته سياساتها المناهضة للرسائل المزعجة خاصة من خلال إنشاء حسابات مزيفة. وردا على سؤال عما إذا كان حساب موقع خامنئي مزيفا، كان رد المتحدثة بالإيجاب.
ولم يتسن التواصل مع مسؤولين إيرانيين للتعليق.
وأعاد الحساب الفارسي الرئيسي لموقع خامنئي على تويتر نشر الصورة لكنها حُذفت على ما يبدو لاحقا. ونشر الموقع الرسمي لخامنئي على الإنترنت النص والصورة الواردين في التغريدة وتناقلتهما وسائل الإعلام الإيرانية على نطاق واسع أيضا.
ولا يزال الحساب الفارسي للموقع على تويتر والحساب الرئيسي له باللغة الإنجليزية على المنصة يعملان. وكلاهما لا يتضمن الصورة.
كانت شركة تويتر قد حذفت هذا الشهر تغريدة لخامنئي قال فيها إن اللقاحات الأمريكية والبريطانية للوقاية من فيروس كورونا لا يمكن الاعتماد عليها وقد يكون الهدف منها هو "تلويث شعوب أخرى". وقالت الشركة إنها اتخذت هذه الخطوة لأن التغريدة تنتهك قواعدها لمناهضة المعلومات الخاطئة.
وجدد نشطاء حقوقيون في المنفى دعوة تويتر إلى حظر خامنئي. وقالت الناشطة المقيمة في الولايات المتحدة مسيح علي نجاد لرويترز "أتمنى أن يرى العالم كيف يمكن (للمسؤولين الإيرانيين) استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للعنف".
وعلقت شركة تويتر حساب ترامب نهائيا بعد أن اقتحم بعض أنصاره مبنى الكونجرس الأمريكي (الكابيتول) في السادس من يناير كانون الثاني قائلة إن قرارها يهدف إلى منع المزيد من التحريض على العنف.
(إعداد يحيى خلف ومحمد عبد اللاه وياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)