من ميشيل نيكولز
نيويورك (رويترز) - قال مسؤولون كبار في الأمم المتحدة لمجلس الأمن يوم الخميس إن مجاعة كبرى قد تقضي على فرصة جديدة أتاحها الانخراط الأمريكي من جديد لإنهاء الحرب في اليمن.
ودعا مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث يوم الخميس إلى وقف هجوم الحوثيين على مأرب الخاضعة لسيطرة الحكومة وحذر من أن "السعي لانتزاع السيطرة على الأراضي بالقوة يهدد كل آفاق عملية السلام".
وجعل الرئيس الأمريكي جو بايدن إنهاء الصراع في اليمن أولوية منذ توليه منصبه الشهر الماضي وعين مبعوثا خاصا وأنهى الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية التي تنفذها السعودية في اليمن.
وقال جريفيث لمجلس الأمن المؤلف من 15 دولة عضوا "الدعم الدولي لإنهاء الصراع لا غنى عنه وهذا يقدم لنا فرصة جديدة لإعادة فتح المجال لحل تفاوضي".
لكن منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة مارك لوكوك حذر قائلا "هناك فرصة مهمة في الوقت الحالي لمساعدة اليمن على التحرك نحو سلام دائم... لكن هذه الفرصة ستختفي وستضيع إذا تفشت مجاعة واسعة النطاق في اليمن".
وتصف الأمم المتحدة اليمن بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم إذ يحتاج 80 بالمئة من السكان إلى المساعدة.
وتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية في اليمن عام 2015 لدعم القوات الحكومية التي تقاتل الحوثيين المتحالفين مع إيران. ويُنظر إلى الصراع المستمر منذ أكثر من ست سنوات على أنه صراع بالوكالة بين السعودية وإيران.
وزار جريفيث طهران هذا الشهر لأول مرة منذ أن أصبح مبعوثا للأمم المتحدة قبل ثلاث سنوات. ولم يشر إلى زيارته خلال بيانه العلني أمام مجلس الأمن.
وقال إن الأطراف المتحاربة بحاجة إلى الاتفاق على الفور لوقف إطلاق النار في كل أنحاء البلاد والسماح بتدفق الوقود والسلع الأخرى إلى ميناء الحديدة دون عوائق والسماح لحركة التجارة الدولية باستخدام مطار صنعاء. وقال جريفيث إن هذه القضايا نوقشت بانتظام خلال العام المنصرم.
وأردف قائلا "المطلوب ببساطة هو الإرادة السياسية لإنهاء هذا الصراع. نعلم أننا بحاجة إلى قرار".
وقال لوكوك إن ثمة حاجة لجمع نحو أربعة مليارات دولار في عام 2021 لتمويل العمليات الإنسانية، محذرا من أن "اليمن يتجه سريعا نحو أسوأ مجاعة يشهدها العالم في عقود".
ويعتزم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وسويسرا والسويد عقد مؤتمر لإعلان التعهدات في أول مارس آذار لجمع الأموال لليمن.
وعندما كانت المجاعة تلوح في الأفق في عام 2019، قال لوكوك إنه قد تم تجنبها بعدما تلقت الأمم المتحدة حوالي 90 بالمئة من مبلغ أربعة مليارات دولار الذي طلبته. لكن في العام الماضي، تلقت المنظمة الدولية حوالي 1.9 مليار دولار فحسب، أي حوالي نصف ما تحتاجه.
وقال لوكوك إن حوالي 16 مليون نسمة في اليمن يعانون من الجوع وإن خمسة ملايين منهم "على بعد خطوة واحدة من المجاعة".
وأضاف أن حوالي 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد. وحذر من أن "هؤلاء الأطفال في أسابيعهم وأشهرهم الأخيرة". وقال "إنهم سيتضورون جوعا حتى الموت".
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)