🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

البابا يندد بالعنف باسم الدين خلال زيارته للعراق

تم النشر 06/03/2021, 10:14
محدث 06/03/2021, 20:30
© Reuters. لقاء تاريخي بين البابا فرنسيس والمرجع الديني الأعلى لشيعة العراق

من فيليب بوليلا

أور (العراق) (رويترز) - دخل البابا فرنسيس زقاقا ضيقا في مدينة النجف المقدسة بالعراق لعقد اجتماع تاريخي مع المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق آية الله العظمى علي السيستاني وزار مسقط رأس النبي إبراهيم يوم السبت لإدانة أعمال العنف باسم الدين والتي وصفها بأنها "أكبر إساءة وتجديف".

وسلط الحدثان المتتاليان في مكانين يفصل بينهما نحو 200 كيلومتر، أحدهما في مدينة مأهولة ذات طبيعة متربة، والآخر في سهل صحراوي الضوء على الموضوع الرئيسي لرحلة البابا المحفوفة بالمخاطر إلى العراق وهي أن البلد عانى كثيرا وأن عمليات القتل كانت تتم غالبا على أساس طائفي.

وقال البابا فرنسيس في أور حيث ولد النبي إبراهيم "من هذا المكان ينبوع الإيمان، من أرض أبينا إبراهيم، نؤكد أنّ الله رحيم، وأن أكبر إساءة وتجديف هي أنْ ندنس اسمه القدوس بكراهية إخوتنا. لا يَصْدُرُ العداء والتطرف والعنف من نفس متدينة: بل هذه كلّها خيانة للدين".

وبينما كانت رياح الصحراء تعبث بردائه الأبيض، تحدث البابا أثناء جلوسه مع زعماء مسلمين ومسيحيين ويزيديين حيث ظهر على مرمى البصر موقع الحفريات الأثرية للمدينة البالغ عمرها أربعة آلاف عام والتي تضم بناء هرمي الشكل يعرف باسم زقورة ومجمعا سكنيا ومعابد وقصورا.

وقبل ساعات في النجف، التقى البابا مع السيستاني في لقاء كان بمثابة لفتة قوية تدعو للتعايش السلمي في أرض عصفت بها الطائفية والعنف.

وأدى الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003 إلى الزج بالعراق في دائرة صراع طائفي استمر لسنوات. ورغم تحسن الوضع الأمني منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017 فإن العراق لا يزال مسرحا لتصفية حسابات دولية وإقليمية، لا سيما التنافس المرير بين الولايات المتحدة وإيران والذي يدور على الأراضي العراقية.

والسيستاني البالغ من العمر 90 عاما هو أحد أكثر الشخصيات نفوذا في المذهب الشيعي سواء في العراق أو خارجه وكان اجتماعهما هو الأول بين البابا ومرجع شيعي أعلى.

وعُقد الاجتماع في منزل السيستاني المتواضع الذي يستأجره منذ عقود والذي يقع في زقاق ضيق بمدينة النجف قرب مرقد الإمام علي ذي القبة الذهبية. واضطر البابا إلى السير حوالي 30 مترا على طول زقاق للوصول إليه بعد مغادرة سيارته.

وتشهد زيارة البابا للعراق إجراءات أمنية مكثفة وجرى إغلاق الطرق التي يسير موكبه فيها يوم السبت أمام حركة المرور الأخرى. وتمركزت شاحنات صغيرة مثبت على متنها مدافع رشاشة بالإضافة إلى دبابات في بعض الأماكن على طول الطرق.

وبعد الاجتماع، دعا السيستاني القيادات الدينية على مستوى العالم إلى حث القوى العظمى على تحمل مسؤولياتها وتغليب العقل والحكمة على لغة الحرب. وأضاف أن المسيحيين يجب أن يعيشوا مثل كل العراقيين في سلام وتعايش.

وقال السيستاني في بيان إنه أشار إلى "الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة، ولا سيما في القوى العظمى، على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة" مؤكدا اهتمامه بأن يعيش المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام.

* لقاء الأديان

على الرغم من أن النبي إبراهيم يعتبر والد المسيحيين والمسلمين واليهود فإن لقاء الأديان الذي جرى في أور لم يحضره أي ممثل عن الطائفة اليهودية.

وفي عام 1947، قبل عام من إعلان قيام دولة إسرائيل بلغ عدد الجالية اليهودية في العراق حوالي 150 ألفا لكن العدد أصبح الآن يعد على الأصابع.

وقال مسؤول كنسي محلي إنه تم الاتصال باليهود ودعوتهم لكن الوضع كان بالنسبة لهم "معقدا" خاصة وأنهم ليس لديهم طائفة منظمة. وفي أحداث سابقة مماثلة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة حضرت شخصيات يهودية أجنبية رفيعة المستوى.

وقال البابا في أور "لا يصدر العداء والتطرف والعنف من نفس متدينة: بل هذه كلها خيانة للدين. ونحن المؤمنين، لا نقدر أن نصْمت عندما يُسيء الإرهاب إلى الدين. بل واجب علينا إزالة سوء الفهم. لا نسمح لنور السماء أن تغطّيه غيوم الكراهية! كانت كثيفة، فوْق هذا البلَد، غيوم الإرهاب والحرب والعنف المظلمة وعانت منها جميع الجماعات العرقية والدينية".

واجتاح تنظيم الدولة الإسلامية، الذي حاول إقامة خلافة تشمل عدة دول، شمال العراق من عام 2014 إلى 2017 ونفذ عمليات قتل للمسيحيين والمسلمين الذين عارضوه.

وتعرضت الطائفة المسيحية في العراق، وهي واحدة من أقدم المجتمعات في العالم، للتناقص بشكل خاص حيث أصبحت تضم حوالي 300 ألف شخص من نحو 1.5 مليون قبل الغزو الأمريكي عام 2003 وعنف الإسلاميين المتشددين الذي أعقب الغزو.

* "انتصار الفضيلة"

في أور أشاد البابا بالشباب المسلم لمساعدته المسيحيين في إصلاح كنائسهم "عندما اجتاح الإرهاب شمال هذا البلد الحبيب".

وشكر رفح حسين باهر وهو عضو في الديانة الصابئة المندائية القديمة الصغيرة البابا على القيام بالرحلة رغم المشاكل العديدة في البلاد والتي تشمل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا وموجة الهجمات الصاروخية والتفجيرات الانتحارية.

وقال "زيارتكم تعني انتصار الفضيلة وهر رمز تقدير للعراقيين، طوبى لمن اقتلع الخوف من النفوس".

وفي وقت لاحق وخلال عظة في القداس الذي ترأسه مساء يوم السبت في كاتدرائية القديس يوسف للكلدان ببغداد، قال البابا "المحبّة هي قوّتنا، وقوّة إخوة كثيرين لنا وأخوات، عانوا هنا أيضا من الأحكامِ المسبقة والإساءات وسوء المعاملَة والاضطهادات، من أجل اسم يسوع".

وبسبب قيود فيروس كورونا تم تحديد عدد الأشخاص المسموح لهم بدخول الكنيسة بنحو 100 شخص لكن العدد شمل رئيس البلاد ووزير الخارجية ورئيس مجلس النواب وجميعهم مسلمون.

© Reuters. البابا يندد بالعنف باسم الدين خلال زيارته للعراق

ويتوجه البابا الذي بدأ زيارته للعراق يوم الجمعة ولمدة أربعة أيام يوم الأحد إلى الموصل المعقل السابق لتنظيم الدولة الإسلامية حيث لا تزال الكنائس والمباني الأخرى هناك تحمل ندوب الصراع.

(شارك في التغطية أحمد رشيد ونادين عوض الله وجون ديفيسون من بغداد - إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.