🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

سوري فقد زوجته وأبناءه في الحرب يجد السلوى في أحفاده

تم النشر 14/03/2021, 14:44
© Reuters. سوري فقد زوجته وأبناءه في الحرب يجد السلوى في أحفاده

من خليل عشاوي

إدلب (سوريا) (رويترز) - كان عبد الرزاق الخاتون مزارعا ميسور الحال في ريف محافظة حماة السورية.. لكن بعد مرور عشر سنوات على اندلاع الحرب الأهلية أصبح معدما بلا مأوى يعيش في خيمة بشمال إدلب.

والشيء الأفظع أنه فقد 13 ابنا في الصراع، أكبرهم كان يبلغ من العمر 27 عاما وأصغرهم كان عمره 13 عاما. وبعضهم كانوا من المعارضين لحكم الرئيس بشار الأسد وقضوا نحبهم في القتال ضده.

كما لقيت زوجته حتفها عندما أصاب صاروخ منزلهما في حماة بينما كانا يجلسان لاحتساء شاي الصباح. وبعد أن سقط الصاروخ تمكن من الخروج من تحت الأنقاض ووجدها جثة هامدة.

ورواية الخاتون عن الحرب الأهلية، والتي لم تتمكن رويترز من التحقق منها بشكل مستقل، ليست غريبة. فقد قُتل مئات الآلاف في الصراع الذي بدأ باحتجاجات سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف في عام 2011.

وفر ملايين آخرون، مثل الخاتون، من ديارهم إلى مناطق أكثر أمانا داخل سوريا أو خارجها.

ونجا الأسد من التمرد ويحكم قبضته الآن على أجزاء كثيرة من البلاد بمساعدة الجيش الروسي وفصائل شيعية إيرانية. ومن المتوقع أن يحتفظ بالسلطة بعد انتخابات رئاسية تجري هذا العام.

ولا تزال تركيا، وهي خصم للأسد، تسيطر على أراض في الشمال الغربي حيث يعيش الخاتون، بينما تحتفظ الولايات المتحدة بوجود لها في الشمال الشرقي، وهي منطقة منتجة للنفط والقمح.

وعلى الرغم من هزيمة قوات المعارضة وهيمنة الأسد على السلطة، لا يزال الخاتون على تحديه.

وقال لرويترز في خيمته الواقعة في مخيم كبير للنازحين السوريين "أي شخص لديه عقل سيستنتج أنه يجب عليه معارضة نظام (الأسد)... قدمت شهدائي ولا أشعر بأي ندم".

* "ما زلت أحمد الله"

عندما اندلعت الاحتجاجات في مارس آذار 2011، سارع الخاتون (84 عاما) وأبناؤه للانضمام إليها. وقُتل ثلاثة منهم خلال العام الأول من الصراع.

وفقد المزيد منهم مع تحول الاحتجاجات إلى حرب شاملة حمل فيها بعض أولاده السلاح.

يتذكر وهو يذرف الدموع أنه شاهد مقطع فيديو على هاتفه المحمول قال إنه يُظهر الإعدام المروع لأحد أبنائه.

ويقول ناشطون إن مثل هذه اللقطات تم تداولها بانتظام من قبل القوات الموالية للأسد في بداية الصراع بهدف ترهيب المعارضة.

يقول الخاتون "كنت أتفحص الهاتف في ذلك اليوم وعثرت على المقطع بالصدفة... بدأت دموعي تتساقط، لقد كانوا في زهرة الشباب لكن فقدتهم جميعا. ماذا يمكنني أن أقول أكثر من ذلك؟"

وتنفي حكومة الأسد تعذيبها للأسرى. وتنفي موسكو ودمشق أيضا الاتهامات بالقصف العشوائي للمدنيين وتقولان إنهما يستهدفان المسلحين المتشددين فقط.

وبعد فراره إلى إدلب، لم تنته الحرب بالنسبة للخاتون.

وكانت إدلب آخر معقل للمعارضة في شمال غرب البلاد، وقصفت القوات السورية والروسية المنطقة بين أبريل نيسان 2019 ومارس آذار من العام الماضي، وقتلت المئات وأجبرت أكثر من مليون على الفرار.

وأثناء ذلك الهجوم، كان الخاتون في استراحة محلية في سراقب عندما سقط صاروخ ليقتل سبعة من أفراد أسرته.

نجت حفيدته فاطمة وهي واحدة من 12 حفيدا له يعيشون الآن مع أرامل أبنائه في نفس المخيم.

© Reuters. سوري فقد زوجته وأبناءه في الحرب يجد السلوى في أحفاده

يقول الخاتون بينما يداعب بحنان الأطفال الذين يحيطون به ويجلسون على قدميه "كنت مزارعا طول عمري، مزارع كبير... الآن ليس لدي أي شيء.. معدم. لكني ما زلت أحمد الله على كل شيء".

(إعداد سها جادو للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.