تراجع معدلات النمو وتفاقم العجز يهدد مستقبل «روسيف» الرئاسى
انتهى عرس المونديال بالبرازيل بفوز ألمانيا بالبطولة ولم تحصد السامبا سوى تراجع مخيب لآمال مواطنيها الذين اعترضوا على المليارات التي أنفقت لاستضافة المونديال.. والآن وقد أغلق البرازيليون شاشات البلازما التى كانت تعرض المباريات فى الميادين ومحطات المترو والمطارات.. تعود البرازيل إلى مشاكلها الأساسية وأهمها المشاكل الاقتصادية التى كانت سبباً للتظاهرات التى صاحبت فترة المونديال.
ويعانى الاقتصاد البرازيلى من ارتفاع للتضخم فوق المستوى المستهدف واتساع العجز فى الحساب الجارى وانخفاض ثقة المستهلكين والشركات فيما تم تخفيض الإعفاءات الضريبية على بعض الصناعات وتراجعت الأجور وتدهورت الحسابات العامة.
وهبطت توقعات النمو، إلى %1 فقط للنمو الاقتصادى هذا العام لتسجل السنة الرابعة من تباطؤ النمو، مما يمثل أكبر تهديد للسيدة روسيف فى خوضها للانتخابات الرئاسية.
ذكرت وكالة بلومبرج أنه لدى حكومة «ديلما روسيف» هامش محدود لتغيير السياسة الاقتصادية وتراهن على اتخاذ تدابير لزيادة الإنتاجية مع تباطؤ النمو.
وبدأت روسيف رسمياً هذا الأسبوع حملتها لإعادة انتخابها فى الانتخابات التى ستجرى أكتوبر المقبل، ويعمل برنامجها على الاهتمام بالرعاية الاجتماعية وتوسيع وزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية والتعليم بعد تراجع تأييدها قبيل الانتخابات بسبب التضخم المرتفع وانخفاض ثقة المستهلك التى تعوق النمو الاقتصادى.
وأكد المستشارون الاقتصاديون لروسيف أن المعارضة استغلت هزيمة المنتخب الوطنى فى المونديال وبعثت جواً من التشاؤم داخل المجتمع بسبب الهزيمة الاقتصادية والرياضة معاً.
جاء ذلك فى الوقت الذى اتسع فيه الناتج المحلى الإجمالى بمتوسط %2 سنوياً منذ تولى روسيف السلطة فى 2011، وهى أبطى وتيرة فى أكثر من عقدين من الزمن فسياساتها التحفيزية للنمو أججت التضخم الذى من المتوقع أن يبقى فى أعلى نطاق مستهدف للبنك المركزى بنسبة %6.5 لعام 2014 و2015.
وتشير التقارير إلى انخفاض المبيعات فى محال السوبر ماركت بجانب الانخفاض الحاد فى مبيعات السيارات فى شهر يونيو الماضى، حيث تعود إلى المستويات التى كانت عليها فى منتصف 2010، كما انخفض الإنتاج الصناعى للشهر الثالث على التوالى، ولا تزال البطالة قريبة من المستويات القياسية وعلى الرغم من ضعف الاقتصاد، فليس من المتوقع أن تزيد بشكل حاد قبيل الانتخابات.
ويأمل المستثمرون الآن فى أن الهزيمة التاريخية فى كأس العالم قد تكون كافية فى الوقت الراهن للانتباه وإعادة
التركيز من جديد على المشاكل فى الاقتصاد والمجتمع.