من آندرو مكاسكيل ومايكل هولدن
لندن (رويترز) - قوض قضاة في لندن آخر المحاولات اليائسة من جانب منظمات حقوقية ونشطاء لمنع بريطانيا من إرسال أولى رحلاتها الجوية إلى رواندا وعلى متنها طالبو لجوء يوم الثلاثاء، في خطة وصفها المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون الهجرة بأنها "كارثية".
وفي إطار صفقة أولية بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني (148 مليون دولار) مع الحكومة الرواندية سترسل بريطانيا بعض طالبي اللجوء الذين وصلوا إليها بطريق غير قانوني في قوارب صغيرة عبر القنال الإنجليزي.
وتقول الحكومة إن استراتيجية الترحيل ستقوض شبكات تهريب البشر وتوقف تدفق المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم أثناء عبور القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة من أوروبا.
ووسط منازعات قضائية، انخفض عدد الأشخاص الذين كان من المقرر ترحيلهم جوا يوم الثلاثاء، والذين تقول منظمات حقوقية إنهم اشتملوا في الأصل على فارين من أفغانستان وسوريا وأيضا إيران والعراق، إلى أقل من 12.
ورفض قاض بالمحكمة العليا يوم الجمعة إصدار أمر مؤقت بتعليق الرحلة الأولى، وأيد ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف هذا القرار يوم الاثنين.
وقال القاضي رابيندر سينغ إن محكمة الاستئناف لا يمكنها التدخل في الحكم الأصلي "الواضح والمفصل"، ورفض السماح بأي استئناف جديد. ومن المقرر عقد جلسة كاملة لتحديد شرعية السياسة ككل في يوليو تموز.
وفي دعوى قضائية ثانية في المحكمة العليا في وقت لاحق تم رفض الدعوى، وقال القاضي جوناثان سويفت إن جميع من في الرحلة نالوا فرصة أن يتحدى محامون موكلون منهم قرارات ترحيلهم.
وتقول جماعة حقوقية إن هذه السياسة غير إنسانية وستعرض المهاجرين للخطر. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن رواندا، التي يخضع سجلها في مجال حقوق الإنسان للتدقيق، لا تملك القدرة على معالجة طلبات اللجوء، وثمة خطر من احتمال عودة المهاجرين إلى البلدان التي فروا منها.
وقال فيليبو جراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "نعتقد أن هذا كله خطأ... لأسباب كثيرة مختلفة". وأضاف "السابقة التي يرسيها هذا كارثية..."
في البداية، كان من المقرر إبعاد نحو 37 شخصا على متن الرحلة الأولى إلى رواندا، لكن منظمة كير فور كالي الخيرية قالت إن هذا العدد قد تضاءل إلى ثمانية فحسب. وسيجري النظر في قضايا ثلاثة أشخاص آخرين في المحكمة العليا صباح الثلاثاء.
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن الحكومة عقدت العزم على المضي قدما في هذه السياسة على الرغم من التحديات القانونية والمعارضة، بما في ذلك من الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا.
وقال جونسون لراديو (إل.بي.سي) "من المهم جدا أن تدرك العصابات الإجرامية التي تعرض حياة الناس للخطر في القنال (الإنجليزي) أن الحكومة ستقوض أنشطتهم".
وأضاف أنهم "يبيعون للناس آمالا كاذبة ويستدرجونهم إلى شيء خطير للغاية وإجرامي".
وقالت الحكومة إن خطة الترحيل ستمنع محاولات عبور القنال، على الرغم من أن أكثر من 3500 شخص وصلوا إلى بريطانيا في قوارب صغيرة منذ منتصف أبريل نيسان عندما كشف النقاب عن خطة الاتفاق مع رواندا، وفقا للأرقام الحكومية.
وأثناء جلسات المحاكمة وصل نحو 35 مهاجرا إلى دوفر، بعضهم يحمل ممتلكاتهم في أكياس سوداء، حيث اقتادتهم قوات الحدود البريطانية.
(الدولار = 0.8121 جنيه)
(إعداد حسن عمار ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)