دبي (رويترز) - ظهرت مؤشرات على تراجع الطلب على الشحن الجوي في ظل زيادة التضخم لأعلى مستوياته منذ عقود مما يترتب عليه ارتفاع التكاليف. وكان الطلب القوي على الشحن الجوي هو ما ساعد شركات الطيران على مواصلة أعمالها على مدى عامين حرمت فيهما من الركاب.
وهبط مؤشر البلطيق للشحن الجوي، الذي يقيس معدل المعاملات الأسبوعي للشحنات العامة، بنسبة 8.7 بالمئة في حين توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) يوم الاثنين أن تتراجع إيرادات شركات الطيران من الشحن الجوي هذا العام بنسبة 6.4 بالمئة.
وقال أكبر الباكر رئيس شركة الخطوط الجوية القطرية للصحفيين يوم الاثنين في اجتماع إياتا المنعقد في الدوحة إن الأعمال ستتراجع وعندما تتراجع الأعمال لا يشتري الناس ما تشحنه شركات الطيران عادة.
وأضاف أنه مع توافر طاقة كافية لتلبية الطلب حاليا فإن تراجع الحجوزات سيشكل ضغطا مخفِّضا للعائدات عندما يبدأ الركود.
وسجل الشحن سواء الجوي أو البحري معدلات قياسية منذ بدء جائحة فيروس كورونا فيما يرجع جزئيا إلى الخفض الكبير في الطاقة الاستيعابية فلم يترك الكثير منها للشحن.
لكن مع غزو روسيا لأوكرانيا، الذي فاقم الضرر الاقتصادي الناتج عن الجائحة، ومع ارتفاع الدولار وزيادة التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عقود يتجه الاقتصاد العالمي حاليا نحو الركود.
وخفض البنك الدولي هذا الشهر توقعه للنمو العالمي 1.2 نقطة مئوية إلى 2.9 بالمئة لعام 2022 وحذر من أن العديد من الدول قد تواجه ركودا.
وقال نبيل سلطان نائب رئيس أول دائرة الشحن في طيران الإمارات في مقابلة إن أسعار الشحن ستظل مرتفعة لمدة ما بين ستة وثمانية أشهر على الأقل فيما يرجع جزئيا إلى ارتفاع أسعار الوقود ولكن أيضا لأن الطلب سيظل أكبر من طاقة الشحن.
لكنه حذر من أن هوامش الربح تقل بسبب ارتفاع تكلفة الوقود وتكاليف أخرى مما يكاد يجعل بعض المسارات غير متاحة.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)