🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

البطريرك الماروني في لبنان يدعو السياسيين إلى سرعة تشكيل حكومة وطنية

تم النشر 26/06/2022, 19:20
© Reuters. البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أكبر رجال الدين المسيحي في لبنان، في صورة خلال أحد اجتماعاته في صورة من أرشيف رويترز.
USD/TRY
-
USD/LBP
-
LCO
-

من ليلى بسام

بيروت (رويترز) - دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أكبر رجال الدين المسيحي في لبنان،إلى الإسراع في تشكيل حكومة وطنية لكي يتم التركيز فورا على التحضير لانتخابات رئاسة البلاد التي يتعين أن تجرى قبل انتهاء ولاية رئيس البلاد أي قبل نهاية أكتوبر تشرين الأول.

وكان الرئيس ميشال عون قد كلف رئيس حكومة تصريف الأعمال الملياردير السني نجيب ميقاتي، الذي سبق أن شغل منصب رئيس الوزراء ثلاث مرات، بتشكيل حكومة جديدة وهي عملية تستمر عادة لأشهر مع قيام الفصائل السياسية بتوزيع الأدوار في الحكومة وخارجها.

لكن مع احتدام الانقسامات بين النخبة الحاكمة في لبنان، فمن المتوقع على نطاق واسع أن يواجه ميقاتي مشكلات جمة أمام تشكيل الحكومة مما سيمدد فترة الشلل السياسي ويقوض إصلاحات تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي للحصول على مساعدات مالية.

وقال البطريرك الراعي في عظة الأحد "إنا من جديد نطالب بالإسراع في تشكيل حكومة وطنية لحاجة البلاد إليها، ولكي يتركز الاهتمام فورا على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية. فلا تفسير لأي تأخير في التشكيل سوى إلهائنا عن هذا الاستحقاق الدستوري. لا يوجد أي سبب وجيه ووطني يحول دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد".

وناشد الراعي "جميع الأطراف بأن تتعاون مع الرئيس المكلف بعيدا عن شروط لا تليق بهذه المرحلة الدقيقة، ولا يتسع الوقت لها، ولا تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وصورة لبنان أمام العالم. وننتظر من الرئيس المكلف، بالمقابل، تشكيل حكومة على مستوى الأحداث، تشجع القوى الوطنية على المشاركة فيها، وتعزز الشرعية والنزعة السيادية والاستقلالية في البلاد وتجاه الخارج".

ويتوقع محللون وسياسيون أن تزداد عملية تشكيل الحكومة تعقيدا بسبب الصراع الذي يلوح في الأفق بشأن من سيخلف عون، رئيس الدولة المسيحي الماروني المتحالف مع حزب الله، عندما تنتهي ولايته في 31 أكتوبر تشرين الأول.

أدى الانهيار الاقتصادي المستمر منذ نحو ثلاث سنوات إلى فقدان الليرة أكثر من 90 بالمئة من قيمتها وزيادة الفقر وشل النظام المالي وتجميد أموال المودعين جراء أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وبدا البرلمان، الذي ينتخب الرئيس الجديد، منقسما بشدة عقب الانتخابات العامة التي أجريت الشهر الماضي، إذ فقد حزب الله وحلفاؤه أغلبيتهم وحقق الوافدون الجدد ذوو العقلية الإصلاحية مكاسب قوية وحصل حزب القوات اللبنانية المسيحي المقرب من السعودية على مقاعد أكثر.

وفي انعكاس للمشهد الجديد، حصل ميقاتي، الذي ينحدر من مدينة طرابلس الشمالية، على نحو 20 صوتا أقل مما حصل عليه عندما عُين رئيسا للوزراء في آخر مرة في سبتمبر أيلول.

بالإضافة إلى حزب القوات اللبنانية، فإن التيار الوطني الحر المسيحي المتحالف مع حزب الله لم يسم أحدا لرئاسة الحكومة بينما تمت تسمية ميقاتي من كتلتي حزب الله وحركة أمل الشيعيتين وحلفائهما من النواب السنة بالإضافة إلى بعض المسيحيين.

وقال الراعي "كنا نتمنى لو شاركت في تسمية الرئيس المكلفِ، أيا يكن المسمى، شرائح نيابية أوسع لتترجم، بفعل إيجابي ودستوري وميثاقي، الوكالة التي منحها إياها الشعب منذ أسابيع قليلة، لاسيما أن الاستشارات هي إلزامية".

وأشار إلى أن "هذه الأشهر الأربعة الباقية من عمر العهد، يجب أن تخصص لخفض نسبة الحقد والانتقام والكيدية والمطاردات القضائية البوليسية التي لم يألفها المجتمع اللبناني" في إشارة إلى ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي عمدت القوى الأمنية إلى مداهمة منزله في إطار تحقيق قضائي في مزاعم إساءة سلوك وفساد.

وسلامة، الذي كان يُحتفى به باعتباره ساحرا ماليا، في موقف دفاعي منذ عام 2019 وتتم ملاحقته في بيروت وبعض الدول الأوروبية. وأصدرت القاضية غادة عون مذكرة الاستدعاء بحقه في وقت سابق من العام الحالي.

وللبطريرك الراعي، رأس الكنيسة المارونية، دور نافذ بوصفه رئيس أكبر الطوائف المسيحية في لبنان، حيث تتقاسم السلطة طوائفه الرئيسية المسيحية والإسلامية والدرزية.

واستعرض الراعي الاستحقاقات التي ينبغي على الحكومة الجديدة خلال الأشهر الأربعة المقبلة، ومنها تخفيف معاناة الناس اقتصاديا لضبط الأوضاع الأمنية وإحياء التحقيق القضائي المجمد في انفجار مرفأ بيروت.

© Reuters. البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أكبر رجال الدين المسيحي في لبنان، في صورة خلال أحد اجتماعاته في صورة من أرشيف رويترز.

ولم يحرز التحقيق في انفجار المرفأ، الذي أدى في الرابع من أغسطس آب من العام 2020 إلى مقتل أكثر من 200 شخص وتسبب في دمار واسع في بيروت، تقدما يذكر وسط مقاومة من فصائل سياسية تتمتع بنفوذ كبير. وتقول جماعة حزب الله وحليفتها الشيعية حركة أمل إن القاضي طارق بيطار الذي يتولى إدارة التحقيق منحاز ومسيس.

وقال البطريرك "إذا عجز السياسيون، على ما يظهر، فإنا ننادي من جديد بمؤتمر دولي خاص بلبنان لمعالجة مرضه بعد تشخيصه بجرأة وشجاعة".

(شارك في التغطية سليمان الخالدي - إعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير سلمى نجم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.