من أولجاس أويزوف و مارك تريفيليان
ألما آتا (رويترز) - قال رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف يوم الأحد إن هناك ضحايا سقطوا من المدنيين وقوات إنفاذ القانون بعد احتجاجات نادرة في البلد الواقع في آسيا الوسطى، بينما قال سياسي معارض في المنفى إن ما لا يقل عن خمسة أشخاص لقوا حتفهم.
وعلى صعيد منفصل قال مسؤول حكومي محلي لموقع إخباري أوزبكي إن ألوفا نقلوا إلى المستشفيات بعد الاضطرابات التي شهدتها عاصمة إقليم قرقل باغستان المتمتع بالحكم الذاتي.
وقال ميرضيائيف في بيان نُشر على الإنترنت إن مثيري الشغب نفذوا "أعمالا مدمرة" في مدينة نكوص عاصمة إقليم قرقل باغستان الواقع في شمال غرب أوزبكستان حيث ألقوا الحجارة وأشعلوا الحرائق وهاجموا الشرطة.
وأضاف "لسوء الحظ هناك ضحايا من بين المدنيين وقوات إنفاذ القانون". ولم يحدد البيان عدد الضحايا وطبيعة الإصابات.
وقال سلطان بك ضيائيف، وزير الصحة بجمهورية قرقل باغستان، لموقع داريو دوت أوز الإخباري الأوزبكي إن المستشفيات في مدينة نكوص تعج بالمرضى الذين أصيبوا بجروح عندما اشتبك محتجون مع قوات الأمن.
وأضاف، حسب الموقع الإلكتروني، "تم نقل آلاف الجرحى إلى المستشفيات حيث يجري علاجهم".
وأظهرت صور من مدينة نكوص نشرها موقع إخباري آخر يوم الأحد، حواجز في الشوارع وشاحنات محترقة وتواجدا عسكريا مكثفا بما في ذلك ناقلات جند مدرعة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي شخصين على الأقل مصابين بجراح خطيرة يتم نقلهما بعيدا. وكان أحدهما ينزف من البطن والآخر يصرخ.
وأظهرت مقاطع أخرى شابا يجلس بجانب جثة على ما يبدو في الشارع وهو يصرخ "رجل يحتضر" ثم يركض بحثا عن حماية من الرصاص فيما تدوي طلقات الرصاص. ولم يتسن لرويترز التحقق على الفور من صحة مقاطع الفيديو.
وقال السياسي المعارض المنفي بولات أهونوف لرويترز إنه استنادا إلى اتصالات بمصادر محلية وأدلة بالفيديو قُتل خمسة أشخاص على الأقل. وأضاف أن تقارير لم يتسن التأكد من صحتها تشير إلى مقتل عشرات آخرين.
وقال أهونوف إن حالة الطوارئ التي فرضتها السلطات تجعل من التحرك والحصول على مزيد من المعلومات أمرا صعبا.
وتخضع أوزبكستان، الجمهورية السوفيتية السابقة الواقعة في آسيا الوسطى، لسيطرة حكومية صارمة حيث يتم قمع أي نوع من المعارضة هناك. وهذه هي المرة الثانية التي تندلع فيها اضطرابات في آسيا الوسطى هذا العام بعد أن سحقت قازاخستان احتجاجات حاشدة في يناير كانون الثاني وأرسلت روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة قوات لمساعدة السلطات على استعادة النظام.
واندلعت الاحتجاجات في أوزبكستان بسبب تعديلات دستورية مزمعة من شأنها تجريد قرقل باغستان من وضع الحكم الذاتي. وعلى أثر الاحتجاجات قرر ميرضيائيف يوم السبت إلغاء تلك الخطط.
وقال أهونوف رئيس حزب بيرليك المعارض لرويترز من السويد إنه يدين استخدام القوة المميتة.
وأضاف "كان على السلطات منذ البداية أن تختار الحوار والمفاوضات".
وقال إنه يخشى من احتمال تصعيد الموقف إلى صراع عرقي بين الأوزبك والمنتمين لقرقل باغستان، وهم أقلية لها لغتها الخاصة. وأضاف أن السلطات دعت إلى اجتماع عام يوم الثلاثاء لمناقشة الوضع.
وقالت وزارة الخارجية في قازاخستان المجاورة، التي سحقت حكومتها احتجاجات عنيفة هناك في أوائل يناير كانون الثاني، إنها تشعر بالقلق إزاء الأحداث في أوزبكستان.
وأضافت الوزارة في بيان "نرحب بقرارات القيادة العليا في أوزبكستان بإعادة الاستقرار إلى الوضع في جمهورية قرقل باغستان ونؤيدها".
(إعداد محمد عبد اللاه ومحمد علي فرج ومحمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)