من ستيفاني نيبيهاي
جنيف (رويترز) - اتهمت الأمم المتحدة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يوم الأربعاء بارتكاب جرائم حرب تشمل بتر الأطراف والإعدام العلني الذي كان يتم في بعض الأحيان في حضور أطفال وقالت انها تعتقد أن دمشق استخدمت غاز الكلور في قتالها ضد أعدائها.
وقالت الأمم المتحدة في أحدث تقاريرها إن المتشددين السنة الذين ادخلوا أسلحة من العراق غيروا موازين القوى في سوريا وعززوا سيطرتهم على مناطق واسعة وطبقوا الحدود الإسلامية.
وقال التقرير "عمليات الإعدام في ساحات عامة أصبحت مشهدا معتادا أيام الجمعة في مدينة الرقة والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة حلب."
وتابع "يشهد أطفال عمليات الإعدام هذه التي تكون بقطع الرقاب أو إطلاق النار على الرأس من مسافة قريبة.. يتم عرض الجثث في مكان عام وتعلق في أحيان كثيرة على صلبان قرابة ثلاثة أيام لتكون تحذيرا للسكان المحليين."
وعبر المحققون عن قلقهم من إجبار الصبية على الانضمام لصفوف الدولة الإسلامية والتدرب في معسكرات في سوريا قد تستهدفها غارات جوية أمريكية.
وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء بأن "العدالة ستأخذ مجراها" ضد متشددي الدولة الإسلامية الذين قتلوا الصحفي الأمريكي جيمس فولي فيما سعت الولايات المتحدة لتحديد أهداف محتملة لغارات جوية في سوريا.
وقال باولو رينيرو رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي في جنيف "نحن على علم.. بوجود أطفال في معسكرات تدريب. أعتقد أن هذا القرار من جانب الولايات المتحدة ينبغي أن يحترم قوانين الحرب ونحن نشعر بالقلق بشأن وجود هؤلاء الأطفال."
وتابع "تنظيم الدولة الإسلامية يمثل خطرا واضحا وقائما على المدنيين ولاسيما الأقليات تحت سيطرته في سوريا وفي المنطقة."
وذكر المحققون في تقريرهم الأحدث المؤلف من 45 صفحة صدر في جنيف أن قوات الحكومة السورية ألقت براميل متفجرة على مناطق مدنية بينها براميل يعتقد أنها كانت تحوي غاز الكلور في ثماني وقائع حدثت خلال شهر أبريل نيسان. وفي السابق لم يستطع المحققون أن يحددوا إن كانت المواد الكيماوية جاءت من مخزون الحكومة السورية.
وقال فيتيت مونتاربورن وهو مفوض "طالعنا ثماني وقائع لهجمات يزعم أن غاز الكلور استخدم فيها ووجدنا تحديدا أنه وفقا لاختباراتنا الاستدلالية فقد ألقيت من طائرات هليكوبتر حكومية ولاسيما في المناطق المدنية. وغاز الكلور جاء من البراميل المتفجرة."
*انقسام ووحشية
وقال مونتاربورن إن الصراع - الذي بدأ بمظاهرات سلمية ضد بشار الأسد في مارس آذار عام 2011 - أصبح متعدد الأطراف مع انضمام المزيد من الجماعات وفتح مزيد من الجبهات.
وقال "إنه منقسم. إنه وحشي. وله تداعيات عبر الحدود."
وذكر تقرير صدر عن الامم المتحدة الأسبوع الماضي أن أكثر من 191 ألف شخص قتلوا في الأعوام الثلاثة الأولى للحرب.
وذكر بينيرو أن الجيش السوري والقوات الجوية تواصل ارتكاب تجاوزات خطيرة تشمل القصف الجوي والقصف بالبراميل المتفجرة ولاسيما في محافظات حلب ودرعا وريف دمشق.
وقال "زادت التقارير عن الاختفاء القسري والاعتداءات الجنسية في مراكز الاحتجاز واعتقال أقارب إناث لأشخاص مطلوبين."
ويشهد عدد الوفيات في السجون السورية ارتفاعا كما يدعم تحليل الخبراء لنحو 26948 صورة يقال إنها التقطت داخل مراكز احتجاز حكومية بين عامي 2011 و 2013 "النتائج التي تم التوصل إليها منذ فترة طويلة بشأن التعذيب المنهجي ووفيات المحتجزين."
وقال التقرير "عادة ما يعقب الهدنات القسرية - وهي علامة على استراتيجية الحكومة في الحصار والقصف - اعتقالات جماعية لرجال في سن القتال ويختفي كثير منهم."
* توجيه اتهامات
وهذا هو ثامن تقرير للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة منذ تأسيسها قبل ثلاثة أعوام ويستند إلى 480 مقابلة وأدلة موثقة جمعها فريق اللجنة الذي يحاول بناء قضية بهدف الملاحقة الجنائية في المستقبل.
وذكر التقرير أن تنظيم الدولة الإسلامية - الذي يجتاح العراق أيضا في مسعاه لإقامة دولة خلافة عبر الحدود- استطاع أن يجتذب مقاتلين أجانب لديهم قدر أكبر من الخبرة وتحركهم العقيدة وبسط سيطرته على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا ولاسيما في محافظة دير الزور الغنية بالنفط.
ووضع المحققون ومن بينهم كارلا ديل بونتي المدعية السابقة بالأمم المتحدة أربع قوائم سرية تضم أسماء مشتبه بهم يعتقد أعضاء اللجنة أنهم ينبغي أن يمثلوا أمام العدالة الدولية.
وجدد المحققون في التقرير دعوتهم لمجلس الأمن الدولي لإحالة الانتهاكات في سوريا إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت ديل بونتي "ما زلنا نأمل بمحافظتنا على كل هذه الأدلة في سجلاتنا أن يستخدمها مدع يوما ما لإجراء تحقيق رسمي وإعداد لائحة اتهامات."
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)